يدّعي المسلمون أينما حلّو أن الله لن يرسل إشارة واضحة صريحة تدل على وجوده لأنه إن فعل ذلك فسينتهي الغرض من إمتحان الإيمان وبالتالي ستنتهي فكرة الثواب والعقاب (الجنة والنار), ويقولون أن إختفاء الله ضروري حتى يغمر الإيمان القلوب, وبالتالي فكل مطالب الملحدين بظهور الله أو إبداء أي إشارة تدل على وجوده بوضوح تعد في مهب الريح وتدل على ضعف الإيمان ....
المسألة الأساسية التي تشغل عقلي الآتي :
إذا كان الله مختفي تماماً لإختبار قوة إيماننا به وبالتالي محاسبتنا عليها بالجنة أو النار, لماذا إذاً بعث برسل وأنبياء يقولون أنه موجود ؟
ألا يكفيه الكون (كما يقول المؤمنون) بإشاراته مثل الكواكب السيارة والقمر والشمس بحسبان والنجم والشجر يسجدان لتبيان وجوده دون رسول ؟
لماذا أرسل بشر لينبئونا بوجوده رغم أن إختفائه شرط أساسي لنيل جنته وما فيها من لحم طير وفاكهة وولدان مخلدون واستبرق ؟
هل يرى أن رسالة منه لبشر مثلنا كافية للتصديق بوجوده مع علمه أن البشر يكذبون ويسعون دوماً للشهرة والسلطة والمال والنساء وقد يفعلون أي شيء ليحصلوا عليها ؟
لماذا لم يختفي تماماً ويتركنا نتوصل إليه بعقولنا طالما أن (ربنا عرفوه بالعقل) ؟
مسألة إختفاء الإله وإرساله رسل تذكرنا كثيراً بالعصور الوسطى وما كان يحدث فيها من إرسال الرسل بين الملوك والأمراء للتبليغ برسائل معينة تتراوح بين التحذيرات أو المساعدات أو الإشادة أو التهديد, هل الله يستخدم نفس إسلوب العصور الوسطى فقط ؟ لماذا إذاً لم يبعث برسالة راديوية أو تليفزيونية لمجاراة العصر الحالى ؟ ودون الجهد المعتاد لنشر رسالة نبي وجمع الأتباع وتجييش الجيوش ودسترة الدساتير ووضع القوانين وإقامة الدول ونحر المخالفين ؟
الله الإسلامي أيضاً له عرش مثل ملوك العصور الوسطى, ويهدد بالنار وأدوات تعذيب تلك الفترة أيضاً, بل ويكرم حلفاؤه بالنساء والفاكهة واللحوم والغلمان مثل ملوك أوروبا والشرق الأوسط, فهل من صفات الإله المختفي أن يعلن جوائزه وتهديداته وهو من المفترض إختفاؤه التام حتى يؤمن المؤمنون ؟ ولماذا يظهر المختفي في زي العصور الوسطى فقط حتى في الثواب والعقاب ؟
إذا أراد الله حقاً أن يختبر البشر بإختفاؤه فليختفي نهائياً وليتركنا نتوصل إليه بعلمنا وعقولنا وأبحاثنا وتجاربنا, ومن يكفر به وقتها فقد كفر بنعمة العقل التى هو نفسه (طبقاً للدينيين) يقول أنه أكبر نعمه منه إلينا !
العقل البشري هو ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات, كلام جميل, والعلم نور, كلام أجمل, ولو جاء شخص ليدّعي وجود قوة عليا تحمل إسم الله فوق العقل والعلم لإنتهى التمييز العقلى هنا ولأصبح الإنسان مثله مثل الحيوان من حيث الإدراك العقلي, وبالتالي تنتفي صفة المحاسبة ولإيمان لأن الإدراك قاصر وضعيف وله الحق ألا يؤمن بما يفوقه, وإذا زدنا على ما سبق فكرة الإختفاء ثم إرسال الرسل على طريقة عصرهم فقط ودون تطوير للعصور اللاحقه لانتفت تماماً فكرة الإيمان الغيبي, لأن الغيب وقتها سيرتبط بشدة بالعصر الملازم له ولن يناسب العصور القادمه, وبالتالي لن يكون بالمرونه التى تسمح بالإقناع لمن تطوروا فكرياً لمستويات أعلى وبالتالي إزدادت مطالبهم العقلية منطقية وقوة لإثبات وجود ما لا يروه ولا يحسوه ولا يخضع للقياس العلمي .....
مسألة غاية في الصعوبة, أن تختار الإختفاء تماماً حتى تختبر قوة الإيمان, ثم تتنازل وترسل بشر ليبلغوا بشر مثلهم أنك مجود مع أنك مختفى بإرداتك, ثم تطلب من البشر أن يصدقوا البشر الآخرين مثلهم لا لشيء سوى أنهم قالوا ذلك ! وكأن إثبات الشيء يكون بالتبليغ عنه فقط ودون أدلة محسوسة ! ثم تشعل نار بين بني الإنسان على مدى قرون, سببها أن كل فريق ممن أرسلتهم يريد أن يثبت أنه من عندك, فمره تكون الحرب بين من يتبعوك بإسم ألوهيم ومن يتبعوك بإسم الرب, ومره بين الإثنين وبين من يدّعون أن إسمك الله, ومره بين الثلاثة ومن يدّعون أنك إيل أو كريشنا أو بعل !
فلماذا يا الله كل تلك المصائب والدماء والحرائق والمعارك والمآسي لتثبت وجودك ؟ ألا تكفينا إشارة منك لتحقن دماء أبنائك الذين لا ذنب لوجودهم في الدنيا سوى أن أمهم الطاهرة حواء أغوت آدم أن يأكل تفاحه من شجرة أنت نفسك حرمتها عليه مع علمك أنه سيأكل منها ! أي أنك سبب الخطأ وأيضاً الجلاد الذي يعاقبنا بما فعلت !
سامحك الإنسان يا الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق