يوجد طريقتان للعيش إما أن تعيش وترى كل شىء معجزة
أو تعيش ولا ترى أى شىء معجزة.
(البرت أينشتاين)
أو تعيش ولا ترى أى شىء معجزة.
(البرت أينشتاين)
من يحاول القراءة و الإطلاع يعرف جيدا ان العلم كله معتمد على مبدأ مهم جدا, و هو أن لكل شيء سبب .. أو ما يعرف بإسم : السببية اللامحدودة. و بالإعتماد على هذا المبدأ يسعى العلماء لمعرفة السبب الكامن وراء كل شيء, كل شيء هو نتيجة لسبب كان قبله و تسبب فيه, كل شيء .. كل شيء. من أول هطول و حدوث البرق و الإصابة بالأمراض و طيران الطيور و نمو النباتات .. و ليس إنتهاءا بنشوء الكون و الحياة و الذكاء. كل شيء له سبب و حين تعرف هذا السبب يمكنك أن تتحكم فيه لكي تتحكم في نتائجه : فلو عرفت سبب المرض يمكنك أن تعالجه و إن عرفت سبب قدرة الطيور على الطيران يمكن ان تقلدها انت أيضا و تطير .. و هكذا. فطالما ان لكل شيء سبب إذن فمعرفة أسباب حدوث الأشياء له منافع كثيرة لا تعد.
والسببية اللامحدودة (لكل شيء سبب) تعني أن كل حدث هو نتيجة لأحداث سابقة، و إن هذا الحدث السابق سيكون هو نفسه سبباً أو علة لأحداث تالية عليه .. بحيث يؤدي السبب (أ) إلى النتيجة (ب) و السبب (ب) إلي النتيجة (ج) و السبب (ج) إلي النتيجة (د) و هكذا بلا بداية و إلي ما لا نهاية, فلا يوجد أي شيء قد نشأ بلا سبب أبدا. لكن برغم كل إنجازات العلم و المعتدة على القناعة العميقة ان لكل شيء سبب نجد (للأسف) من لا يستطيع إستيعاب فكرة أن هذا التسلسل و التدرج و الإرتداد اللامحدود هو أمر بديهي .. و من ثم يحاول بكل جهده وضع حدود للفكرة و بأي طريقة ممكنة.
مسبب الأسباب و محرك الحركة
عبر توما الإكويني عن ذلك في القرن الثالث عشر من خلال حجج استخدمها لإثبات وجود ما يسمى بالإله. و أهم هذة الحجج هي مسبب الأسباب و محرك الحركة, حيث ينطلق توما من مبدأ السببية قائلا : لا شيء يتحرك إلا بوجود حركة سابقة و هذا يؤدي بنا لإرتدادات, ثم يوقف هذة السببية بلا سبب عقلاني (السبب نفسي) فيقول أن المهرب الوحيد منها هو وجود محرك اول هو الإله .. لأنه يتوجب على احد ما أن يبدأ التحريك (و إلا سأصاب بصداع مزمن بلا علاج). و لا شيء يسبب نفسه و لكل تأثير مسبب مسبق و مرة أخرى نصل للإرتدادات و هذا الإرتدادات تنتهي و يجب أن تنتهي (بالجدل أو بالعنف) بالمسبب الأول المدعو إلها.
و بالطبع لا يمكن تصور وجود حتمية موضوعية او منطقية لوضع حد او نهاية للإرتدادات السبيية, بينما يمكن تفسير نشوء هذة الفكرة بالتحليل النفسي بكل سهولة. يعني من أين يأتي توما الإكويني أو أي مؤمن بالأساطير الإلهية بهذة الحتمية في وقف التسلسل ؟! ببساطة التسلسل لا ينتهي أبدا و من السهل إثبات ذلك بسؤال بسيط : ما هو سبب المسبب الأول ؟ و كما أن كل رقم مهما كان كبيرا هناك ما هو أكبر منه, و كل رقم مهما كان صغيرا هناك ما هو أصغر منه .. كذلك و بنفس المنطق أيضا يستحيل أن يكون هناك مسبب أول أو محرك أول لأن هذا المسبب هو نتيجة لا يمكن أن توجد بلا سبب و هو حركة لا يمكن ان تبدأ الحركة دون أن تحركها محرك آخر !!
لكن المؤمن المصدق لفكرة المسبب الأول (سواء كان مسلما او مسيحيا أو من أي دين أو ربوبي لاديني) لا يجادل هذة النقطة لأنه ببساطة لا يستطيع ان يجادلها منطقيا. هو يقول لك : يجب أن يكون هناك سبب أول هو المسبب لكل شيء, يجب أن يكون هناك محرك أول هو المحرك لكل شيء .. سيستخدم كلمة “يجب” كثيرا جدا بلا حجة منطقية عقلانية موضوعية : هي يجب عارية بليدة فقط هكذا !!
المؤمن بالمسبب الأول سيقول : لو قلت لك من خلق الله, ستسألني و من خلق من خلق الله, ثم من خلق من خلق من خلق الله .. و هكذا إلي ما لا نهاية. هو يظن ان هذة إجابة تعجيزية, و أن هذا السعي اللانهائي سيفت في عضد الباحث عن الحقيقة ! هو لا يعلم أنه حتى لو ثبت أن هناك إله خارق هو من خلق الكون الذي نوجد فيه فمن واجبنا ان نبحث فعلا عن خالق الخالق و عن خالق خالق الخالق و هكذا إلي ما لا نهاية. و كما أن العلماء يبحثون عما قبل التطور الحيوي و عما قبل التخلق اللاحيوي و عما قبل الإنفجار الكبير فهم أيضا سيسعون و يبحثون عن خالق الإله الذي خلق الكون الذي صنع الحياة الذي طور الإنسانية حتى نصل إلي اللحظة الآنية. نعم يا عزيزي المؤمن هذا هو ما نفعله فعلا : نحن نبحث عن خالق خالق خالق خالق الخالق .. و إلي ما لانهاية و حتى يقضي الموت فينا امرا كان مفعولا.
الحل الإسلامي للرد على هذا السؤال يتلخص في حديث نبوي :
يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) أخرجه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم ( فليقل : آمنت بالله ورسوله ) .
و بنفس الطريقة يتعامل المسلم لو تساءل أو فكر في مسألة إستواء الله على العرش :
فالسؤال معلوم و الكيفية مجهولة و السؤال عنه بدعة.
في كل مرة يكون التساؤل بدعة و التفكير من الشيطان, في الإسلام أو المسيحية أو أي دين يتبنى مسالة العلة الأولى أو المسبب الأول أو محرك الحركة او غيره .. يجب أن يكون التساؤل و الشك و التفكير من الشيطان اللعين الذي يسعى بكل قوته إلي إيقاظ العقل النائم في الإنسان. فلأن الجمود العقلي هو الله ذاته و لأن الله ليس إلا ميكانيزم نفسي دفاعي تقوم به النفسية ضد العقل لكي يكون مخدرا و تحت سيطرتها .. و تتهرب النفسية من مواجهة الواقع الصعب المعقد, كان يجب أن يكون التفكير من الشيطان و أن يكون المسبب الأول مقدسا و محبوبا لنفوس الأغبياء : سواء كان الله أو يهوة أو اللوغوس او أي طريقة للإلتفاف على السببية اللامحدودة.
حيلة نفسية دفاعية Psychological Defense Mechanism
كل الأفكار تنقسم إلي نوعين : فكرة موضوعية و فكرة ذاتية. الفكرة الموضوعية هي الفكرة التي لها منطق و تجريد سواء كانت صحيحة او خاطئة .. فالمرء قد يبحث عن الحقائق بامانة لكن الأدلة و البراهين قد تضلله و تجعله يخطئ. أما الفكرة الذاتية فهي مجرد تفكير بالتمني أو وهم محبوب يلجأ إليه المرء لا لانه حقيقي بل لانه يرتاح و يهدأ حين يصدق هذة الفكرة. و يمكن القول أن كل هذة الأفكار الذاتية أو النفسية أو اللاموضوعية هي حيل من النفس البشرية و تآمر منها على العقل لكي يخضع لها و تتحكم فيه. نعم, فكل إنسان يتكون من عقل و نفسية و غريزة .. أو/ أنا عليا Super-Ego (عقل) و أنا Ego (نفسية) و ذات ID (غريزة) كما سماهم سيجموند فرويد مؤسس علم النفس الحديث. و النفسية هنا إما أن تنحاز إلي الغريزة و تضلل العقل و إما تنحاز إلي العقل و تتحكم في الغريزة و في حالة التقبل و التصديق لفكرة الإله أو المسبب الأول تكون النفسية منحازة للغريزة و العقل مغيب في حالة من حالات التضليل.
و الميكانيزم النفسي الدفاعي هى عملية لاشعورية لاإرادية هدفها تخفيف التوتر النفسي المؤلم وحالات الضيق التي تنشأ عن استمرار حالة الإحباط مدة طويلة بسبب عجز المرء عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه، وهي ذات أثر ضار عموماً إذ أن اللجوء إليها لا يُمَكِّن الفرد من تحقيق التوافق ويقلل من قدرته على حل مشاكله. و الإستسلام لفكرة المسبب الأول هذة لا يمكن تفسيرها بأسباب موضوعية انها سوء فهم أو تضليل من الواقع مثلا .. لأن وجود سبب لكل حدث يحدث هو مبدأ اوضح من وضوح الشمس. و بالتالي يكون التفسير النفسي هو التفسير الوحيد الممكن .. و هو تفسير يتطابق مع الواقع بقوة تجعل خطا هذا التفسير صعبا للغاية.
لكل شيء سبب, صحيح ؟!
إذن ما السبب الذي يجعل المرء موافقا و مستسلما لفكرة ضالة منحرفة عقليا و منطقيا مثل أن هناك مسبب أول ؟!!
إذن ما السبب الذي يجعل المرء موافقا و مستسلما لفكرة ضالة منحرفة عقليا و منطقيا مثل أن هناك مسبب أول ؟!!
التفسير الأقرب إلي الحقيقة هنا هو ان هذة حيلة نفسية دفاعية تسمى الإنكار Denial : و هي رفض الإعتراف بالموقف المسبب للتوتر أو القلق .. تماما مثلما يقال أن النعامة تدفن رأسها في الرمال حين تشعر بالخطر. و لماذا يلجأ إليها المريض الديني ؟! لأنها ببساطة تسبب له التوتر و القلق. ما السبب في أنها تجعله متوترا و قلقا ؟! السبب هو أن عقله يعجز عن إستيعاب الفكرة و يظل يعمل و يدور و يعمل و يدور لفترة طويلة. فتبعات مبدأ السببية الامحدودة ضخمة جدا على العقل و من أبسط معانيها هو ان الإنسان جاهل و سيظل جاهلا مدى الحياة و مهما فعل و مهما عرف و تعلم .. و النفسية النرجسية ترفض هذا السباب و الذم (تعتبره سبابا و ذما).
ثم إن مشكلة الحكم بالجهل و الغباء المؤبد مدى الحياة التي يستنتجها العقل super-ego ليس فقط ان هذا مهين و محبط للإنسان بل كذلك أن هناك مخاطر و مشاكل لانهائية لا يعلم عنها العقل و النفسية أي شيء !! كل شيء قد يحمل خطورة و كل شيء يقبع خلفه تهديد خفي لا يعرفه المرء و يصعب عليه معرفته, و هذا الجهل المؤبد و الخطر الخفي لا أمل في التخلص منه أبدا تحت أي ظرف. ثم إن سبب من وراء سبب من وراء سبب إلي ما لا نهاية هو تسلسل قادر على إشعار المرء بالتفاهة و الضياع و الدونية .. و النفسية بطبيعتها نرجسية متكبرة تحب المديح و تعتز بالنفاق حتى لو كانت تعلم يقينا انه مديح كاذب و نفاق زائف.
لذلك و بسبب هذة الفكرة يظل العقل يفكر لفترات طويلة بلا توقف, مثل برنامج كمبيوتر سيء صمم لكي يدور و يدور في حلقة مفرغة عن طريق سلسلة من الأوامر بلا نهاية لان مصمم البرنامج نسى أن يضيف مخرجا لتكرار الأوامر .. كذلك يواجه الإنسان حالة من حالات الجهل الأبدي و توقع الخطر الكامن في كل حركة و كل سكون. و هنا تتدخل النفسية لكي تعفي العقل من هذة الحيرة و هذا التوتر و الإجهاد عن طريق هذة الآلية النفسية الدفاعية المسماه مسبب أول !!
فالعالم هو كل ما أراه و لا يوجد عالم أبعد مما أراه, لا توجد أسباب أدت إلي أسباب أدت إلي أسباب بشكل لا نهائي .. بل كل شيء له مسبب أول أوحد هو الإله. و بالتالي فالمخرج من معضلة السببية اللانهائية و الحكم بالجهل و الغباء مدى الحياة لم يكن مخرجا عقلانيا أو موضوعيا, بل كان مخرجا نفسيا عاطفيا مريحة .. فكرة واحدة قامت بإعفاء العقل من التفكير و الدوران اللانهائي بوضح حدود نهائية مقدسة لهذا العالم اللامحدود.
و الآن يمكن للعقل أن يرتاح و ينام ..
- فلماذا تمطر السماء ؟ لأن الله أراد ذلك .. و لماذا لم تعد تمطر الآن ؟ لأن الله لم يعد يريدها ان تمطر.
- و لماذا يضرب البرق ؟ لان الله أراد ذلك .. و لماذا لم يعد يضرب ؟ لأن الله توقف عن ان يريد ذلك.
- كيف نشأ الإنسان ؟ الله خلقه .. و لماذا يموت ؟ لان الله يميته.
- كيف نشأ الكون ؟ الله خلقه .. و هل سينتهي ؟ لو أراد له الله أن ينتهي.
يا سلام شيء سهل جدا, الآن لدينا إجابة واحدة على كل شيء (الله) .. و لا حاجة للعقلنة أو التفكير, و لا حاجة للتساؤل عن السببية اللامحدودة. فإن حاول عقلك التفكير و التساؤل عمن خلق الله إستعذ بالله سريعا من الشيطان الرجيم لأن الشيطان يريد أن يفتنك و يجعلك تفكر و تتساءل و تعرف الأسباب. طبعا هذة إجابة سهلة جدا و تريح الذهن البليد .. فمن السهل جدا ان تمنع الزراعة في الصحراء بقوة القانون. لكن الأراضي الخصبة يختلف الأمر بالنسبة لها, فبذور النباتات تنتشر عن طريق الطيور و الحيوانات و من السهل جدا ان تجد الأرض الخصبة تنبت النباتات حتى لو تم منع زراعتها بالقانون .. فالنباتات تنمو من ملايين ملايين السنين قبل أن يتعلم الإنسان الزراعة على أي حال.
لهذا تكيف الأغبياء بمنتهى السهولة مع فكرة المسبب الأول و صار المسبب الأول ليس فقط مسبب أول (كما يرى الربوبيين اللادينيين) بل هو مسبب لكل شيء في العالم, أصبحوا يرون في كل حدث معجزة و في كل إنجاز تدخل إلهي خارق. طبعا السبب في هذا هو ان يعفوا انفسهم من تصديق أن لكل شيء سبب : لأنهم إن اعترفوا و إعتادوا على فكرة أن لكل شيء سبب قد يصاب عقلهم بالشك الشيطاني و يبدأ في التساؤل عن سبب مسبب الأسباب !! لكن حاشا لله ! الإله هو المسبب الذي لا سبب له و المحرك الذي لم يحركه أحد و خالق كل شيء بلا سبب و بطريقة سحرية خارقة لا احد يعرف عنها أي شيء و لن يعرف أبدا لان المسبب الأول فقط هو من يستطيع ذلك. يعني لو تخيلت حوار بين ملحد و مؤمن بهذة الطريقة ..
الملحد : لو إفترضنا ان الإله (المسبب الأول) هو من خلق الكون, فكيف خلقه ؟!
- المؤمن : خلقه الله بكن فيكون.
الملحد : يعني كيف خلقه ؟ هل هو يتحكم في كمبيوتر إلهي بالأوامر الصوتية مثلما يتحكم المودعين في بعض البنوك في خزنتهم عن طريق البصمة الصوتية ؟ او ربما مثل الرجل الحديدي Iron Man حين يتحكم في الكمبيوتر الخاص به لصنع البدل الخاصة بالرجل الحديدي ؟! يعني أنا أستطيع ان أقول كن و حين أقولها لا يحدث أي شيء !! فما السر إذن ؟! هل يعمل الكمبيوتر الإلهي بالبصمة الصوتية الخاصة بالإله ؟!
- المؤمن : لا تتغابى, الله فقط هو من يقول كن فيكون و ليس أي شخص آخر.
الملحد : و لماذا ؟! هل يقولها بطريقة معينة مثلا ؟ هل السر في الشخص ام في الأسلوب ؟ و لمااذا لا يعلمنا الإله كيف نخلق أكوان أخرى كما يخلقها ؟! أعتقد انه كان من الأجدى لو كان الإله يرسل لنا تصميمات هذا الكون بدلا من أن يرسل لنا قصة تقول انه هو من خلقها بالأوامر الصوتية !!
طبعا هذة الحوارات لا تكتمل أبدا لأن المؤمن لا يتحمل هذا الكم من التفكير : فهو لم يلجأ إلي فكرة الإله لكي تجعله انت يتساءل عن كيفية الخلق و هل هناك إمكانية لمعرفة طريقة الخلق بحيث يبني البشر لأنفسهم أكوان خاصة بهم .. هو يؤمن بإلهه لكي لا يفكر فلا تجعله أنت يفكر أيها الاحمق الشيطان !!
لا حاجة للتفكير أبدا ..
مع الإيمان بالإله المسبب الأول و محرك الحركة لم تعد هناك حاجة للتفكير او البحث أو التقصي لان الإله قال لنا كل شيء. هذا العالم هو مبنى كبير مكون من 21 دور (ناطحة سحاب) من تحت إلي فوق سبع ادوار الجحيم و يعلوهم سبع أدوار الأرض و فوق تماما سبع أدوار السماء .. و يسكن الإله في الدور الواحد و العشرين في السماء السابعة : الدور كله مفتوح له و به حمام سباحة و نساء جميلات .. ولو أطعت الإله و خضعت له سيجعلك تعيش معه في هذا الدور و تتمتع بنساؤه الجميلات !!
أما الشمس فهي ليست مفاعلات نووية ضخمة بل هي مجرد سراج, و القمر ليس جرما صخريا بل هو نور فقط, و النجوم ليست مفاعلات نووية مثل الشمس مختلفة الأشكال و الأحجام بل هي مصابيح معلقة في السقف الذي هو السماء (الدور الـ 15) .. فالسماء ليست بوابة إلي فضاء شاسع لامحدود بلا بداية و لا نهاية بل هي سقف معلق بغير أعمدة : سبحان الإله المهندس الأعظم من كل مهندس الكباري المعلقة !!
هل تريد أن تفكر بعد أن أعفاك الإله من التفكير ؟!! لماذا ؟! عموما فالتساؤل بدعة و كل من تمنطق فقد تزندق و التفكير كفر .. من يريد أن يفكر بعد ذلك ؟! من يريد أن يجرب أو يعرف أو يبحث او يستقصى أو يتعلم من العلوم الكفرية البشعة التي تسعى لتفسير كل شيء و معرفة كل شيء و فهم كل شيء و كأن لكل شيء سبب (حاشا لله !). كلما صعب عليك أمر إعرف ان الله هو السبب فيه و له في ذلك حكمة لا يعلمها احد و لا تحاول أن تعلمها !! كل ما تتزنق في سؤال قول إن الله هو اللي عايز كده !
أما هؤلاء العلماء الكفرة بالقول و العمل هم سبب كل البلاوي و الإنحرافات, فهم من يحضون الناس على التفكير و التساؤل و الشك و البحث عن الحقيقة (استغفر الله العظيم من الحقائق و المحققين) .. يريدون من الناس ان يكونوا أذكياء متعلمين (اعوذ بالله من غضب الله). و نصيحة لك أخي المؤمن أن تستعيذ بالله دوما لو حدث و نبتت في صحراء دماغك فكرة شاردة أو تساؤل شيطاني !! و بعد مدة ستطول أو تقصر ستعتاد دماغك حالة البلادة هذة و قتلك لكل نبتة أو زهرة تنبت فيها .. و ستصير صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء, و بدون أي متابعة او رعاية منك !!
- لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم و آمن بالمسبب الأول ..
- قل أعوذ بالله من الفكر و التفكير و الأفكار و المفكرين .. و كفرهم جميعا.
- قل أعوذ بالله من المنطق و المناطقة و العقلانية و العقلاء و الفلسفة و الفلاسفة .. و جننهم جميعا.
- قل أعوذ بالله من العلم و التعلم و الشك و التجريب و البحث و التقصي .. عافانا الله منهم جميعا.
- و الحمد لله على نعمة الإيمان بالمسبب الأول خالق كل شيء و مانع العقل من الفكر و التساؤل.
اللهم آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق