الحيل النفسية الدفاعية

تختبئ السلحفاة داخل صدفتها و تنعزل عن الواقع حين تشعر بالخطر

ما هي الحيل النفسية الدفاعية Psychological Defense Mechanisms ؟

أن الفرد أذا عجز عن مواجهة مشكلاته بصراحة فان ذلك يدفعه إلى أساليب من التكيف يقصد بها تخفيف حدة التوتر الناتج عن الاحباط. فالنفس البشرية يحكمها مبداْ الحياة الوجدانية وهو البحث عن السعادة وتجنب الالم. فالأنا أحياناً يواجه خلال مراحل النمو بعض التوترات التى لا يستطيع التعامل معها. فالدفاعات والذكريات والأفكار والمشاعر يمكن أن تثير قلقاً زائداً ، وتجبر الأنا على أن يدافع عن نفسه القلق بطرق متطرفه. ومن هذه الأساليب الحيل الدفاعية اللاشعورية التى يقوم بها الأنا وهى عبارة عن عملية عقلية هدفها خفض القلق.
وتشترك جميعها في خاصيتين:
 أ) أنها تعمل بطريقة لاشعورية.
 ب) أنها تنكر الواقع وتشوهه وتزييفه.
وتتلخص أسباب إستخدام الفرد لهذه الحيل الدفاعية (اللاشعورية) في تجنب الفرد حالات القلق في مواقف الحياة ومايصاحبها من شعور بالاثم ,و التقليل من الصراعات في داخله وأيضا لحماية ذاته من التهديد وقد يلجأ لها لعدم قدرته على إرضاء دوافعة بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق إحتمالة أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسى. فالحيلة الدفاعية ..
 هى عملية لاشعورية ترمي إلى تخفيف التوتر النفسي المؤلم وحالات الضيق التي تنشأ عن استمرار حالة الإحباط مدة طويلة بسبب عجز المرء عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه، وهي ذات أثر ضار عموماً إذ أن اللجوء إليها لا يُمَكِّن الفرد من تحقيق التوافق ويقلل من قدرته على حل مشاكله.
وتتطور كل هذه الحيل الدفاعية نظراً لشدة ضعف الأنا لدى الطفل فى مواجهة مكالب البيئة لأنه يحتاج المساعدة فى تفادى المنبهات وخفض التوترات. ويعد بعض استخداماتها أمراً سوياً وعادياً تماما ً ومع ذلك فاذا أستخدمت الحيل الدفاعية بشكل مسرف فإنها يمكن أن تؤثر فى النمو النفسى لأنها تمنع الفرد فى التعامل بطريقة واقعية كما أنها تبدد الطاقة التى يمكن أن تستخدم بفاعلية أكثر وتصبح ضارة و خطرة أيضاً عندما تعمى الفرد عن رؤية عيوبة و مشاكلة الحقيقية و لا تعينة على مواجهة المشكلة بصورة واقعية. وتميل الحيل الدفاعية إلى المداومة عندما لا يطور الأنا المقدرة على مواجهة المشكلات دونها.

 تصنيف الحيل الدفاعية

يلجأ الأنسان إلى الحيل الدفاعية ــ دون أن يشعر ــ لدى أخفاقه فى أقامة توافق بينه ونفسه أو بينه وبيئته الأجتماعية ، ويترتب على هذا الأخفاق قلق أو صراع ، ويضطر الفرد إلى تخفيف القلق بطرق شتى ، ويكون ذلك بالحيل الدفاعية (لأنها محاولة لدفع القلق) وهى عملية لا شعورية ولا توافقية. وتصنف إلى ثلاثة أنواع كما يلى :
 أ) حيل خداعية :
كالكبت ، التبرير ، الأسقاط ، التكوين العكسى ، العزل.
 ب) حيل هروبية :
كأحلام اليقظة ، النكوص.
 ج) حيل أستبدالية :
كالتعويض ، التحويل ، التوحد.
وتوجد أنواع كثيرة جداً من الحيل الدفاعية وهى:
الكبت – الأزاحة – النكوص – التبرير – التسامى والأعلاء – الأسقاط – التكوين العكسى – التثبيت – التوحد (التقمص) – النقل –التحويل – التعويض – الأنكار – التخيل – الإبدال – السلبية – الأنسحاب – العدوان – التعميم – الرمزية – المثالية.

•  Fixation الثبات

المقصود به الثبات عند مرحلة ما من التطور عند وجود صعوبة أو صراع في حياة الشخص ناتجة عن زيادة الإحباط عند الشخص أو التقارب الكبير بين الأبوين.

•  Regression النكوص

و هو التراجع إلى سلوك ينتمي لمرحلة سابقة من التطور عندما يواجه الشخص ضغط معين مثل: التبول اللاارادي عند الأطفال أو التهتهة أو الإعتماد التام على الآخرين و التخلي عن الوسائل الناضجة في معالجة المشاكل و إتخاذ أساليب طفولية و غير ناضجة و المثال عليها:
1. زيادة التدخين أو الأكل في مواجهة التوتر.
2. الإنتباه المبالغ للتفاصيل و إهمال الصورة العامة عند مواجهة مشكلة.
3. الإغراق في البكاء و الاكتئاب عند مواجهة ضغط.
4. إثارة نوبة غضب عندما لا تفوز في مناقشة.

•  Repression الكبت

بمعنى دفع المشاعر المقلقة أو المهددة لراحة الإنسان إلى اللاوعى, مثال عليها : نسيان الإساءة الجنسية التي حدثت في فترة الطفولة.

• Denial الإنكار

و هو رفض الإعتراف بالموقف المسبب للتوتر أو القلق.. من أكثر الأمثلة شيوعًا مدمنين المخدرات الذين يرفضون الإعتراف بوجود مشكلة رغم رؤية الجميع لتلك المشكلة، أو إنكار وجود مرض خطير و محاولة البحث عن رأى آخر ، مثل أن التدخين يؤدي إلى سرطان الرئة بدعوى أن هذا لا يحدث له.

• Projection الإسقاط

و هو تحويل صفة شخصية غير مقبولة إلى شخص آخر فبدلافبدلاً من أن تقول أنا لا أحب هذا الشخص تقول هو لا يحبني، ربما يشكو الشخص من زوجته أو رئيسه في العمل من كثرة سيطرتهم عليه بينما في حقيقة الأمر هو الشخص المتحكم.

• Reaction Formation معادلة التحويل

و هو تحويل أى رغبة غير مقبولة إلى سلوك مقبول.. زوجة لديها رغبات في خيانة زوجها تقود حملات ضد الزوجات الخائنات.

• Rationalization التبرير

إعطاء تفسيرات مقبولة لسلوك غير مقبول.. مثال: التهرب من الضرائب بدعوى أنها حرام على الحكوم أو لأني أعطيها للجمعيات الخيرية أو تبرير فصلك من وظيفتك لأنك رفضت تملق الرئيس بدلابدلاً من الإعتراف بأنك أهملت وظيفتك. مثال آخر : إبلاغ خطأ صديقك في العمل إلى الرئيس ..إنني فعلت ذلك بناءًًا على واجبي و ليس لكى آخذ وظيفته.

• Intellectualization التفكير المجرد

هو فصل الجانب الوجداني من الموقف و التركيز على التفاصيل فقط.. وذلك لأن مواجهة المشاعر التي يسببها هذا الموقف تثير لديه قلق غير محتمل.
مثل: الزوجة التي تدقق في جميع تفاصيل الجنازة أو المعاش فور وفاة زوجها.

• الإحلال أو الإزاحة Displacement

هو تحويل المشاعر من مصدرها الحقيقي إلى شئ آخر أكثر أمانًا و قبو لالاً إجتماعيًا, فمثلا: الشخص الغاضب من رئيسه يحوّل غضبه إلى زوجته و تحوّّل الزوجة غضبها إلى الأطفال.
مثال آخر: في تفسير الأحلام: أن الإنسان يحوّل الضغوط الخارجية خلال النوم إلى مشهد أو فكرة خلال حلم لكى يخرج فيه الضغط.
مثال آخر: تعلّق المريض بالطبيب عندما يرى فيه شخصًاً هامًًا في حياته كوالده.

• Identification التقمص

هى الوسيلة التي تحول بها رغبة أو سلوك غير مقبول بإنكار الرغبة و تشبهه بالشخص الذي يقوم بذلك السلوك.. مثل تشبه الأطفال بآبائهم، و تشبه النساء بممثلات السينما، و تشبه الأطفال بأبطال أفلام العنف.

• التراقي أو التسامي Sublimation

هو تحويل رغبة مهددة أو غير مقبولة وغالبًا جنسية إلى سلوك مقبول إجتماعيًًا.. مثلامثلاً: الطفل الذي يهوى جمع الحشرات أو تشريح الضفادع يكبر و يكون جراحًا.. أو الفتاة المُغُرقة في الرومانسية تصبح كاتبة.. فتى شديد العنف يصبح مزارعًا.

• Suppression الكبت الواعي

وهو أن أتخذ قرار بتأجيل التفكير في مشكلة تقلقني حتى أكون أكثر استعدادًا لمواجهتها.