إحدى لوحات الفنان / بابلو بيكاسو |
الإرادة الحرة هى وهم, نحن ببساطة لانصنع إرادتنا. الأفكار و النوايا تنشأ من أسباب خلفية لا نعيها و لا نملك سيطرة واعية عليها, نحن لا نملك الحرية كما نعتقد. فى واقع الأمر الإرادة الحرة هى أكثر من وهم (أو أقل)، من حيث كونها غير متماسكة كمفهوم. إما أن هناك مسببات مسبقة لإرادتنا و نحن غير مسئولين عنها أو هى نتيجة الصدفة و نحن أيضا غير مسئولين عنها. فإذا كان ما يحدد خيار شخص ما بقتل الرئيس (مثلا) هو نمط معين من النشاط العصبى، والذى بالتالى ناتج عن أسباب مسبقة – ربما مصادفة مؤسفة من الجينات السيئة ، طفولة غير سعيدة، افتقاد إلى النوم أو التعرض لأشعة كونية- فمالذى يعنيه القول بأن إرادته حرة ؟!! لم يصف أحد طريقة يمكن أن تنتج العمليات العقلية و البدنية بشكل يشهد على وجود تلك الحرية .. إن معظم الأوهام تنشأ من أشياء أكثر صرامة من ذلك.
العلم يفند الحرية
لاجدال أن الإنسان = وراثة جينية x ظروف بيئية. فالإنسان يبدأ حياته كطفل رضيع ليس له ذاكرة ولا شخصية ولا معرفة لكي يخط والديه على صفحته البيضاء خطوطهم كما يملأ صفحته أيضا كل موقف و كل تجربة يمر بها. و كما يتأثر الإنسان بالتربية و الأسرة و المدرسة و الشارع و التليفزيون و كل تجربة حياتية و خبرة شخصية يعيشها و تشكل شخصيته, إلا أن هذا التأثير محدود بالإمكانيات و الطبائع الكامنة في شفرته الجينية أو الكود الوراثي الكامن في حمضه النووي DNA .. و هي الطبائع و الصفات التي تفرض نفسها على الإنسان إبتداءا من حجمه و لون عينيه و مستوى ذكاؤه و ليس إنتهاءا بجبنه/شجاعته و طيبته/شره. فالإنسان ليس إلا جينات و ظروف, جينات تتشكل بعشوائية كنتاج للممارسة الجنسية بين الأب و الأم, و تلقيح حيوان منوي عشوائي لبويضة عشوائية في الرحم لكي يتكون الجنين من نصف صفات الأب عشوائيا و نصف صفات الأم عشوائيا .. بالإضافة لظروف بيئية تتشكل بعشوائية من خلال كل ما يشاهده المرء بعينيه و يسمعه بأذنيه و يتعرف عليه بحواسه أو أي تجارب حسية او عقلية يتعرض لها المرء لكي تصنع إنسان بكل ما فيه من إيجابيات و سلبيات و شخصية و ميول و أفكار و دوافع و مشاعر. و بالتالي فكل سلوك أو فعل أو قرار يتخذه هو نابع من جيناته المتفاعله مع ظروفه و التي يمكن تفسيرها بواسطة العلوم الفسيولوجية و العصبية و النفسية و الإجتماعية.
لهذا ففي أي مرحلة من المراحل العمرية للإنسان إبتداءا من الطفولة و حتى الشيخوخة, حين يختار أي إختيار و حين يسلك أي سلوك و حين يقوم بأي فعل .. فهو لا يفعل بحرية. ربما حين ننظر إلي الإنسان كشخص نتصور أنه فرد صمد حر, وحده واحدة لا تقبل التجزئة أو القسمة .. و لكن لأن كل شخص مكون من موضوعات فلو فككنا الإنسان إلي موضوعات لنعرف دوافعه الغريزية و محفزاته البيئية فسنعرف الأسباب التي تدفعه و تحفزه لفعل أي شيء يفعله أو إختيار أي إختيار يختاره. و مادام الإنسان ليس إلا جينات شكلتها التجارب و الخبرات منذ أن خرجت من رحم أمها, تم توجيهها بواسطة الإنتخاب الطبيعي و الإختيارات المسموح بها إجتماعيا .. إذن فالمسئول عن كل قرار يتم إتخاذه و كل فعل يتم القيام به هو الكود الوراثي و الخبرات الحياتية, و ليس ما يسمى بحرية الإرادة في الإنسان.
و في السياق العلمي يتوجب الإشارة إلي ثلاث مفاهيم :
1- الحتمية البيولوجية Biological Determinism
الحتمية البيولوجية كثيراً بما تُعرف أيضا بالحتمية الجينية “Genetic Determinism” و هي فرضية تقول بأن جينات الكائن الحي هي ما تحدد طبيعته و تصرفاته بالكامل (وليس العوامل الإجتماعية أو البيئية). فعلى سبيل المثال أن يكون شخص ما محباً لنوع ما من الموسيقى أو كتابته للشعر أو إقدامه على اقتراف الجرائم إنما يعود لتكوينه الجيني الوراثي. و بالتالي فالعوامل البيولوجية الوراثية تحديدا هي المسئولة عن كل سلوك و ليس أي عوامل أخرى مثل الثقافة أو العادات الاجتماعية أو التعليم.
لكن هذا المعتقد الذي يسمى الحتمية البيولوجية او الحتمية الجينية لا علاقة له بالعلم من قريب أو بعيد, لان إنكار دور البيئة أو المجتمع هو إنكار لنظرية التطور نفسها .. من خلال إنكار دور الإنتخاب الطبيعي في إنتقاء الجينات التي تناسب البيئة أكثر من غيرها. لذلك يمكن إعتبار الحتمية الجينية هذة مجرد خرافة دينية أخرى تسعى لإنكار نظرية التطور من طريق خلفي, و كأن البيئة الحارة لا تنتقي الجينات الأكثر قدرة على تحمل الحرارة و البيئة الباردة لا تنتقي الجينات الأكثر قدرة على تحمل البرودة !!
2- الحتمية النظامية Systematic Determinism
و هذة العقيدة تفترض أن العالم هو نظام تام و كامل و مثالي ولا يشوبه أي فوضى أو إنتروبي, و إن تاريخ العالم يشبه الفيلم السنيمائي الذي يستطيع المرء أن يشاهد نهايته كما هي في كل مرة يعيد تشغيل الفيلم. حتى لو شاهده مئة مرة او ألف مرة .. و كما أن البطل سيسلك بنفس الطريقة في كل مرة كذلك كل عناصر الكون يجب أن تسلك في مساراتها بطريقة حتمية. فالكون منذ أول لحيظاته الأولى و حتى نهايته, كل شيء حدث فيه كان ينبغي ان يحدث بشكل حتمي و لو اعدت هذا الفيلم الكوني ألف مرة او مليون مرة فلن تختلف نهايته أبدا. هذا المعتقد أيضا ليس علميا مع إن أحد أهم أنصاره كان هو عالم الفيزياء الفرنسي الشهير / سيمون لابلاس ( 1749 – 1827 ), و في الغالب أن سبب هذا الإعتقاد الخاطئ يرجع إلي أن عصر لابلاس كان العلم فيه لا يزال في بداياته و فهم العلماء للكون كان معتمدا على فيزياء نيوتن التي تصور كون ميكانيكي حتمي .. و هي التصورات التي تأكد قصورها فيما بعد عن طريق النظرية النسبية و فيزياء الكم و مبدأ عدم التأكد.
و مبدأ الريبة أو مبدأ اللايقين هو من أهم المبادئ في نظرية الكم, صاغه العالم الألماني هايزنبرج عام 1925 وينص هذا المبدأ على أنه لا يمكن تحديد خاصيتين مقاستين (الموضع و السرعة مثلا) من خواص جملة كمومية إلا ضمن حدود معينة من الدقة، أي أن تحديد أحد الخاصيتين بدقة متناهية (ذات عدم تأكد ضئيل) يستتبع عدم تأكد كبير في قياس الخاصية الأخرى، و يشيع تطبيق هذا المبدأ بكثرة على خاصيتي تحديد الموضع و السرعة لجسيم أولي. هذا المبدأ معناه أن على المستوى الذري و دون الذري حيث تستخدم فيزياء الكم لا يمكن معرفة كل شيء بدقة 100% و لا يمكن قياس كل شيء بدقة 100%، إنما هناك قدر غير معروف ولا يمكن قياسه ليس بسبب نقص أو قصور في أدوات القياس بل بسبب الطبيعة الإحتمالية نفسها للجسيم. و معنى ذلك أن لا احد يستطيع أن يتنبأ بحركة الأشياء مستقبلاً بدقة متناهية، بل تظل هناك نسبة و لو صغيرة من عدم التأكد . بل و مهما كان الإحكام و التطوير لوسائلنا في القياس فلن يمكننا ذلك من التوصل إلى معرفة كاملة أو تامة للأنظمة الطبيعية من حولنا. و قد وصف هايزنبرج تلك النتيجة الباهرة لمبدأ عدم التأكد عندما نفي سريان المقولة :” أنه يمكننا معرفة المستقبل إذا عرفنا الحاضر بدقة “و قال : “إن عدم استطاعتنا معرفة المستقبل لا تنبع من عدم معرفتنا بالحاضر ، و إنما بسب عدم استطاعتنا معرفة الحاضر“.
و بغض النظر عن الطبيعة الإحتمالية للكون على المستوى الذري و دون الذري, فالطبيعة الفوضوية للكون تظهر من خلال الكثير من المفاهيم و المعلومات الفيزيائية و غير الفيزيائية من ضمنها الإنتروبي و هو المفهوم الذي يكشف حتمية إنهيار أي نظام كوني بسبب فقدانه للطاقة و هو ما يعني أن الميل للفوضى كامن في كل نظام, بالإضافة إلي نظرية الفوضى التي تسعى للوصول إلي أي نمط في الظاهر الغير نمطية مثل المناخ و الإقتصاد و سلوك الكائنات الحية .. على أساس أن ما يبدو فوضى قد يكون نظاما شديد التعقيد بحيث لا يبدو نمطه واضحا أو سهلا.
لكن بوجه عام فالميل إلي الفوضى في النظام الكوني يبدو أوضح من اللازم, فهو يظهر حتى في النسخ اللامتطابق الذي يحدث كنتاج للتكاثر الجنسي أو اللاجنسي. لأن الجنس لو كان نظاما تاما لكان ينتج نسخا طبق الأصل من الأسلاف, و ساعتها كنا رأينا كل البشر متشابهين كأنهم نسخة واحدة, بل لرأينا كل الكائنات الحية متشابهة و كأنهم نسخة واحدة, بل لما نشأت المواد الفيزيائية نفسها .. لأن الطبيعة الناقصة الغير مثالية للكون, هذة الفوضى التي تتداخل مع كل نظام كوني, هي السبب المباشر لكل هذا التنوع و الإختلاف الموجودين في الكون و الحياة منذ ان أفنت المادة مضاد-المادة.
3- الحتمية الطبيعية Natural Determinism
هذة الحتمية هي ما يؤكد عليه العلم فعلا, و هي الحتمية التي لا مفر من الإعتراف بها من قبل أي مفكر أو ملاحظ. و الحتمية الطبيعية تؤكد أن كل ما هو موجود طبيعي و أنه لا وجود حقيقي لكل ما هو فوق طبيعي، مثل الحرية أو الروح او الإله أو غيره. و أبسط ما يمكن الدفاع به عن الحتمية الطبيعية هو ان حتى لو كانت الأرواح أو الأشباح أو الآلهة أو أي كائنات هلامية غامضة أخرى لها وجود حقيقي فسيكون لها طبيعة و قوانين تخضع لها و تنكر عليها حريتها أيضا. و من هنا يمكن القول ان كل ما هو موجود خاضع تماما لقوانين الطبيعة (الإله خاضع لطبيعته الإلهية و البشري خاضع لطبيعته البشرية و كل ما له طبيعة خاضع لطبيعته) او ما يمكن تسميته بـــ الحتمية الطبيعة.
لكن بالرغم من ذلك فليس كل شيء حدث كان يجب أن يحدث لان الطبيعة إحتمالية (إحصائيا) و ليست كلها نظام بل فوضى أيضا, و الطبيعة البشرية لا تتشكل فقط قبل الولادة (الجينات الوراثية) بل بعد الولادة أيضا (الإنتخاب الطبيعي و الإنتخاب الإجتماعي). و بالتالي فمفهوم الحرية خرافي و لا وجود له, لأن سواء كانت أسباب حدوث الأفعال و السلوكيات هي أسباب نظامية حتمية أو فوضوية إحتمالية ففي كل الأحوال لا سلطان للإنسان على قوانين الطبيعة إلا بقوانين الطبيعة لأنه كائن طبيعي خاضع تماما لقوانين الطبيعة, و سواء كانت أسباب حدوث الأفعال و السلوكيات هي أسباب بيولوجية جينية أو نفسية إجتماعية ففي كل الأحوال لا سلطان للإنسان على قوانين الطبيعة إلا بقوانين الطبيعة لأنه كائن طبيعي خاضع تماما لقوانين الطبيعة.
الموقف الديني المتناقض
بالنسبة للأديان فلديها موقف مركب متناقض مما يسمى بالحرية (كالعادة). فهناك مثلا فرق إسلامية أنكرت حرية الإنسان على أساس أن الإله هو فقط الحر (مع إن الغله له طبيعة إلهية) و هو من يريد بينما الإنسان مسير في أفعاله و أقواله ولا إستطاعة له, كما يقول النص القرآني : وما تشاءون إلا أن يشاء الله. و قد تبنى هذا الإتجاه فرقة مسلمة هي “الجهمية” ظهرت في الربع الأول من القرن الهجري الثاني على يد مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي ت(128هـ) .. كما أكد على هذا المعنى أستاذه / الجعد بن درهم ت(124هـ)، وسعيد بن جبير ت(95هـ) والعديد من الشخصيات الأخرى. لكن لأن القرآن يحتوي الكثير من الآيات ذات المعاني المتناقضة فهو حمال أوجه كما قال علي بن أبي طالب, و لأن نزع ما يسمى بالحرية عن الإنسان سينفي عنه المسئولية الأخلاقية و الإجتماعية بالمفهوم الديني العقابي الإنتقامي .. فقد إنقرضت مثل هذة الفرق و إتفق رجال الدين الإسلام على أن الإنسان حر بتخريجات فقهية مختلفة إتفقت على المط و الإلتفاف على بعض النصوص. أما بالنسبة للمسيحية فقد كان دسيدريوس إراسموس ( 1466 – 1536 م) و هو فيلسوف هولندي من رواد الحركة الإنسانية في أوروبا له رؤية مشابهة عن الجبرية لجهم بن صفوان, كذلك تحدث مارتن لوثر ( 1483 - 1546 م) مؤسس المذهب البروتستانتي عن معاني مشابهة.
لكن في جميع الأحوال لا يمكن لأي دين أن يتمسك بمفهوم الجبرية أو ينتقص مما يسمى بالحرية الإنسانية مهما حاول أصحاب الدين أن يعززوا من التصورات عن القدرة و الجبروت و الفخامة الإلهية, و ذلك لأن ما يسمى بالحرية هو السبب الوحيد بالنسبة إليهم لكي يكافئ الإله من يطيع وصاياه و اوامره بجنة أو ملكوت .. أو يلقي به للتعذيب و الآلام الأبدية في جهنم أو جحيم. فحين يكون الإنسان حرا فهو من يتحمل مسئولية إختياراته و لا حرج على الإله لو عاقبه بالتعذيب الأبدي, أما لو لم يكن حرا في إختياراته فالإله هنا سيكون مجرد سادي مجنون يخلق الأشرار لكي يلقي بهم في العذاب الأبدي و يستمتع بمشاهدتهم يتألمون !!
و مع ذلك فالاديان حاولت و لا تزال تحاول إرهاب و تخويف المؤمنين مما يسمى بــ “الحرية” و من التبعات الكارثية و النتائج المؤلمة التي ستحدث جزاء الإنسياق لها (التناقض هنا), فنفرتهم من الإعتماد على الذات و التفكير المستقل و البحث عن الهوية و الإختيار ثم تحمل مسئولية الإختيار .. على أساس أن هذة المفاهيم هي الحرية. و قصص مثل الإبن الضال و الخروف الضال كانا من أقوى الامثلة التي استخدمها المسيح لتخويف الناس من الحرية و من مخاطر الإعتماد على الذات, فالحرية جميلة و محبوبة (مثل الخطيئة) و لكن الإنسياق لها يؤدي إلي تبعات و مخاطر و مسئوليات سيئة, و هذة التبعات و المسئوليات هي التي كانت تستغل ضد الحرية.
ثم إن هناك مسألة أخرى ..
فكثير من الناس فكروا بالتأكيد في السبب الذي يجعل شخص مؤمن و آخر كافر, او شخص تقي و آخر زنديق. ما الشيء الذي يحاسب عليه الإله في الآخرة بالتحديد ؟! يعني إذا كان الإله هو من خلقني بشكلي و طبيعتي الجسدية و خلق أهلي الذين ربوني و أثروا علي و خلق البيئة التي اعيش فيها و خلق كل ما فيا و ليا .. فعلى ماذا يحاسبني ؟ انا لم اختار هذة الحياة و لم احدد الساعة التي ولدت فيها و لا أستطيع ان اختار اللحظة التي ساموت فيها (غير مسموح بهذا, و إلا لإستطعت ان اتوب و اعمل خيرا كثيرا ثم انتحر و أذهب إلي الجنة) و لم اختار المكان الذي ولدت فيه أو بلدي أو مستوايا الإجتماعي, فكيف يحق له أن يحاسبني طالما أنه هو من قرر كل هذا لي ؟!! فإذا كانت الظروف و الملابسات هي التي تصنع الإنسان, فكيف يمكن لله أن يحاسبه ؟ و إذا كان الله هو من يخلق للإنسان روحا طيبة أو روحا شريرة, إرادة طيبة أو إرادة شريرة .. فكيف يمكن أن يحاسبه ؟ ما هو الشيء الذي يخلقه الإنسان لنفسه حتى تتم محاسبته عليه ؟ و إذا كان يخلق أشياء فعلا, فمن أين أتى بالأدوات او بالذات التي خلق بها منذ البداية ؟ لا مفر من الإعتراف أن أي كائن أو كيان له بداية مفروضة عليه و سياق مفروض عليه لن يكون حرا بأي حال من الأحوال !
يعني لو استخدم شخص ما مقادير معينة لصنع طعام (كيكة مثلا), و إختار المقادير كلها و اختار الظروف كلها و لم يجبر على أي شيء (هل كان الله مجبرا على خلق الأشرار ام أن ماكينة الخلق كانت معطلة حين خلقتهم ؟) فهل لو فسد ما يطبخه او لم يخرج بالطريقة التي يريدها .. يكون الدقيق و السكر و البيض و خلافه هم الملومين أو المخطئين ؟!! أم يكون الصانع هو الملوم ؟ يعني الإله يدعي أنه مسئول عن كل شيء في الكون و في الخلق لا ينازعه أحد (واخد الدنيا كلها مقاولة, فحت و ردم), لا يتنصل حتى من المسئولية مدعيا أن الشيطان يصارعه أو مساوي له في القوة أو يخلق أيضا أو يفسد ما يخلقه الإله (هل كبرياؤه يمنعه من قول ذلك ؟), فكيف يحاسب أيا من مخلوقاته على أشياء لا يد لهم فيها ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق