ففي سورة فصلت نجد الله يخلق الكون في ثمانية أيام: “قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين (٩) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين (١٠) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين (١١) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم (١٢)”
وأما في سورة هود فهو يدّعي أنه كان لديه عرشٌ على الماء قبل أن يخلق الكون, ولكن هذه المرة يدّعي أنه خلق الكون في ستة أيام: “وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ولئن قلتَ إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين (٧)”
وأما مهرب المسلمين ومشايخهم الوحيد من هذا التناقض الواضح في كتابهم المقدس فهو أن يدعوا أن الأربع أيام المخصصه لتكوين الأرض تحتوي ضمناً على اليومين المخصصين لتكوين الجبال وتقدير الأقوات. وهم في هذا يجسدون المثل الشائع “الغرقان يتعلق بقشة” بكل معنى الكلمة. فالنص واضح جداً: الأرض في يومين، الرواسي وتقدير الأقوات في أربعة والسموات في يومين آخرين. وحتى وإن سلمنا جدلاً أن الأربعة أيام يدخل فيها اليومين، فما تفسيرهم وتعليلهم لإدعاء ربهم أنه خلق الأرض قبل السماء (السموات؟ أي سموات؟ وأين هن؟) ونجومها؟ أيجهل المسلمون أن الأرض جزء من المجموعة الشمسية وأن الشمس والنجوم الأخرى أقدم بملايين السنين من الأرض وما عليها؟ ولماذا عجز علماء الإسلام عن العثور عن هذا العرش الطافي على مياه الأرض؟ أنضبت أموال البترول فعجزتم عن تمويل ابحاثكم عنه؟ ولم لا يأتونا بصورة هذا العرش على “Google Maps” إن كانوا صادقين؟
الحقيقة هي أن القرآن ليس بكتاب إلهي وأنه لا توجد آلهة, وأن هذه الأساطير الإسلامية لا أصل لها من الصحة وهي ليست إلا إعادة سرد للأساطير اليهودية والمسيحية التي هي ليست إلا إعادة سرد للأساطير البابلية. فقد رأى الأوليون أن الأرض محاطة بالماء, ورأوا أنهم إذا حفروا الآبار خرجت منها الماء, فظنوا أن الأرض ما هي إلا قطعة مسطحة تجلس على سطح الماء وظنّوا أن هذه الماء كانت منذ بدء التاريخ وأن آلهتهم خلقت الأرض على سطحها ومن ثم رفعت السماء فوقها. وقد كانت هذه هي الرؤية (والرواية) السائدة بين الناس في هذه البقعة من الأرض وقد كان هذا هو الكون الذي ظنّ محمد نفسه يعيش فيه. فلو علم محمد عن عظمة هذا الكون وكم هو أكبر وأعظم وأجمل مما كان بإمكانه أو بإمكان الأمم السابقة تخيله لخرّ صعقاً وتاب وكان أول الملحدين.فأين تجار الدين والإعجاز العلمي عن هذه الفضائح في القرآن؟ وكيف نسيوا ولماذا تناسوا عن هذه الكوارث العلمية سواء أكانت عدم توافق عدد أيام خلق الكون كما ذكرتها آيات القرآن أم كانت الإدعاء أن الماء (البحار والمحيطات على الكرة الأرضية) أقدم من الكون نفسه؟ فمن أين أتت الماء؟ وكيف يمكن لهذا العرش أن يطفو على الماء إلا إذا كان عرشاً من خشب يجلس عليه ربٌّ من خشب؟ وكيف لعاقل في زمننا هذا أن يصدق أن هذه هي المدّة الزمنية وأن هذا هو التسلسل الزمني لنشأة الكون؟ كيف للناس أن يصدقوا هذه التفاهات بعد ما أوتينا من العلم؟ لست أدري!
وأما الآن, ما لي أن أقول لمن لا يزل يؤمن بهذه الخرافات إلا: “لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون” (الزخرف ٧٨)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق