"صُلب المسيح من اجل خطايانا"! لاأذكر كم مرة قُرئت على مسامعي هذه "الحقيقة" التي يقوم عليها معتقد اكثر من مليار انسان. الخطايا هنا تشمل اول ما تشمل "الخطيئة الاصلية" وهو تعبير "بولسي" وليس " يسوعي" عن "الخطيئة" التي ارتكبها ادم وحواء بعدم اطاعتهم الله وبالتالي استحقوا اللعنة وكل الجنس البشري من بعدهم.
المحزن في الامر ان هذا الكلام يمر مرور الكرام على الاسماع ولا اجد احداُ يتسائل عن سبب تحملنا خطيئة انسان اخر. هل يجوز ان نجرّم انساناً لمجرد كون ابيه او جده مجرماً؟ هل من المعقول ان يكون القانون الوضعي- الذي يحاسب مرتكب الجريمة فقط وليس كل من يمت له بصلة- اعدل من القانون "الالهي"؟ اليس كل شخص مسؤول عن افعاله؟ هل من المعقول ان نطالب بعقاب شخص ما لمجرد ان شخصاً اخر ارتكب الجريمة؟
عقدة "الخطيئة الاولى أو الاصلية" ضرورية جداُ رغم عدم معقوليتها وتفاهتها, فالعقيدة المسيحية تستند الى فكرة وحيدة هي "المسيح المخلص" والسؤال هو "الخلاص من ماذا؟" هنا يأتي دور الخطيئة وغرس قناعة الخطيئة في كل أنسان لتبرير الحاجة الى من ينقذه او "يخلصه" و نجد هذه الفكرة واضحة جداُ في رسائل "بولس" حيث تظهر على شاكلة " كل انسان خاطئ"و "الولادة الجديدة بالمسيح". وهنا يأتي دور البطل المسيح الذي "ضحى" بنفسه تارة و"قدمه" الله "كفّارة" للبشرية تارة اخرى واصبح صليب عيسى رمزاُ للخلاص لايأتيه باطل ولا يخيب من يلتجئ اليه. وكأن الله يحتاج الى مثل هذه المسرحية ليغفر للبشر. او كأنه ليس المتسبب بالخطيئة ثم يعود فيحملنا جميل غفرانها؟ هراء مسيحي وشر رسولي وحماقة بشرية تمخضت عنهم فضيحة الموت على الصليب لغفران الخطايا.
المسيح الذي مات على الصليب لم يغسل ذنوب البشرية ولا خطيئتها "الاصلية". المسيح مات لأن الكهنوت اليهودي اراد التخلص من الخطر الذي كان يمثله على سلطته اما خرافة الخلاص وغفران الذنوب الذي تم على الصليب فلم يكن اكثر من حيلة قذرة قام على اثرها كهنوت اعتى واشد خسة من كهنوت بني اسرائيل. صليب "الخلاص" هو صليب عار لأن من يظن نفسه خاطئاً بسبب حماقة الزوج الاول يستحق عار الأستجداء بخشبة الصليب, من يظن انه بحاجة الى مخلص يحتاج بألاحرى الى من يخلصه من "المخلص", يحتاج الى من يبعث في نفسه الوضيعة بعض الثقة والعزة, يحتاج الى ان يرى انه ليس بمريض, بل ان الدعاية المسمومة اقنعته بهذا الهذيان ثم راحت تعرض عليه الدواء المزعوم حسب شروطها فلكي تبيع الدواء المزيف يجب اولاً ان تقنع الناس بأنهم مرضى وهذا بالضبط ما فعلته الكنيسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق