الأزرق يرمز للوعي (العقل) / الحقيقة / المعرفة / التعلم ..
الأخضر يرمز للحضارة / الخير / التقنية / حل مشاكل المجتمع و التحكم في الواقع ..
الأحمر يرمز للذكاء / التحكم في الذات / السعادة ..
أما الكرة الصفراء في الوسط فترمز للعلم و هو في المركز يمارس دور الضابط و المنظم للأضلاع الثلاثة :
المعرفة و التقنية و الذكاء.
الحكمة الصينية
هناك حكمة صينية شهيرة تقول: «إذا أعطيت جائعاً سمكة فإنك أشبعته ليوم واحد، وإذا علمته كيف يصطاد السمك فإنك أشبعته طوال عمره». بنفس المنطق تعطي الأديان عقائد فاسدة (سمك فاسد) فتغذي عقولهم بشكل سيء و تعلمهم الكسل و التواكل, بينما كل من يطرح فكرا جديدا أو فلسفة علمانية يحاول تقديم سمك جيد (عقائد جيدة) .. هم لا يدرون انهم حتى لو قدموا للناس عقائد جيدة فقد أشبوعهم في قضايا بعينها ليوم واحد, الأفضل هو أن يتعلم الناس كيف يصطادوا الحقائق بانفسهم لكي يشبعوا طول العمر.لهذا لا يركز العلم أو يقدس حقائق بعينها أو عقائد محددة مثل الإتجاهات العقائدية (الله موجود, الله معدوم, البشر جاءوا بالخلق, التطور سبب التنوع الحيوي على الأرض, المادة هي كل الوجود, الخ) بل يحاول تقديم غاية عليا هي القيم العلمية (الحقيقة و الحضارة و السعادة) , الحقيقة للعقل و الحضارة للمجتمع و السعادة للفرد. ثم يعلم الناس كيف يصطادوا الحقائق و يعملوا الخير و يكونوا سعداء عن طريق المنهج العلمي المتمثل في الحساب و التجريب و الإختبار و الملاحظة .. بدلا من ان تلزمهم بحقائق مطلقة في عالم نسبي.
و لأن الحقيقة أهم من كل الآلهة و المعتقدات و الأديان و العلوم و المعارف و الأفكار, و لأن الخير أهم من كل الشرائع و الوصايا و القوانين و الحريات و الحقوق و السياسات, و لأن السعادة أهم من كل الأموال و المصالح و العلاقات و الإنجازات و النجاحات و المتع و الملذات ..
و لأن في ايامنا هذة تفضل الاشارات على المشار اليه, وتفضل النسخ على الاصل, والخيال على الحقيقة و المظهر على الجوهر و النفاق على الخير و الماديات على السعادة ..
و لأن الوهم مقدس في ايامنا بينما الحقيقة دنسة, و لأن الشر مقنن في أيامنا بينما الخير مجرم, و لأن التعاسة مباحة في أيامنا بينما السعادة محرمة : يجب ان نتوجه دائما بسلوكنا سعيا لمعرفة و تحقيق هذة الغايات العليا السامية دون ان نتوه و تورط في تفاصيل تحيد بنا عن الهدف الحقيقي : الحقيقة (العلم) و الخير (الحضارة) و السعادة (الذكاء).
خرافة الكمال
حين أسعى للمعرفة و الإدراك و يكون هدفي مخلصا هو الحقيقة الموضوعية أكون علمويا حتى لو كنت لا أعرف الكثير أو أعرف الكثير من الأشياء بصورة خاطئة أو ناقصة .. فالعلموي ليس هو من يعرف كل الحقيقة بل هو الساعي لمعرفة الحقيقة بكل إخلاصه و قدراته, لأنه لا يوجد حقيقة مطلقة بل الحقيقة هي مشروع لن يكتمل أبدا, و لا يوجد من هو جدير أو قادر على معرفة الحقيقة المطلقة أبدا حتى لو كانت موجودة فعلا.و حين أسعى لتحقيق الخير لكل الناس أكون علمويا حتى لو كنت أعجز عن فعل الكثير او حتى كنت اخطئ إلي الناس في أحيان كثيرة .. فالعلموي ليس هو من لا يفعل إلا الخير ولا يسلك غلا سلوكا متحضرا بل هو الساعي لتحقيق الخير بكل إخلاصه و قدراته لأنه لا يوجد خير مطلق بل الخير هو مشروع لن يكتمل أبدا, و لا يوجد من هو جدير أو قادر على تحقيق الخير المطلق حتى لو كان موجودا فعلا.
و حين أسعى للتحكم في سلوكي و إنفعالاتي و الإلتزام بخطط علمية لنفسي من اجل تحسين حالي و تحقيق سعادتي أكون علمويا حتى لو كنت تعيسا اوقات كثيرة او حتى كاره لحياتي أوقات كثيرة .. فالعلموي ليس هو السعيد حقا و دائما بل هو الساعي للسعادة بكل إخلاصه و قدرته, لأنه لا يوجد سعادة حقيقية مطلقة بل السعادة هي مشروع لن يكتمل أبدا, و لا يوجد من هو جدير أو قادر على أن يكون يعيش السعادة الحقيقية المطلقة حتى لو كانت موجودة فعلا.
فالعلموية ليست حالة إيمانية سلبية يؤمن بها الفرد ثم يتواكل و يتكاسل, بل هي حالة تعلم دائم و عمل دائم لصالح نفسي و المجتمع. هي ليست إدعاء و مظاهر نفاقية بل إختيار شخصي يخص صاحبه و أسلوب حياة داعم للعلم كقيمة عقلانية و كحالة تصالح و إنسجام بين الفرد و المجتمع .. حالة وعي و إرتقاء دائمين و صراع لا ينتهي ضد الجهل و الغباء و العجز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق