اول رائد فضاء في العالم "


اول رائد فضاء في العالم " غاغارين "

 
ولد يوري غاغارين اول انسان انطلق الى الفضاء في اسرة من الفلاحين في قرية صغيرة في غرب روسيا في 9 مارس/آذار عام 1934.

أمضى يوري طفولته في القرية. ثم التحق بالمدرسة في خريف عام 1941 بعد بضعة أشهر من هجوم المانيا الفاشية على الاتحاد السوفيتي. وفي 12 اكتوبر عام 1941 احتل الغزاة الالمان قريته. وشنق الماني بوشاح شقيقه الاصغر بوريس لكن امه افلحت في تخليصه منه لدى توجه الالماني لجلب آلة التصوير . وفي 9 ابريل/نيسان حررت القوات السوفيتية القرية .

في 24 مايو/ايار انتقلت اسرة غاغارين الى مدينة صغيرة هي غجاتسك (غاغارين حاليا). وفي عام 1949 التحق بمدرسة مهنية وفي الوقت نفسه ارتاد مدرسة العمال الشباب مساء.

وفي اغسطس/آب عام 1951 التحق غاغارين بالمعهد الصناعي في ساراتوف وفي 25 اكتوبر /تشرين الاول جاء لأول مرة الى نادي الطيران في ساراتوف. وفي عام 1955 حين تخرج من المعهد الصناعي حلق لأول مرة بمفرده في الطائرة ياك-18. ونفذ يوري غاغارين في النادي اجمالا 196 تحليقا لمدة 24 ساعة و23 دقيقة.

في 27 اكتوبر/تشرين الاول عام 1955 استدعي غاغارين للخدمة في الجيش حين تخرج من كلية الطيران الحربي. وخدم طوال عامين في فوج المقاتلات في اسطول الشمال.
في 9 ديسمبر عام 1959 كتب غاغارين طلبا لضمه الى مجموعة المرشحين لأرتياد الفضاء. وبعد اسبوع نقل الى موسكو حيث اجريت له الفحوص الطبية اللازمة في المستشفى المركزي للبحوث العلمية الخاصة بالطيران. وفي مطلع العام التالي اجريت له الفحوص في لجنة طبية خاصة اخرى اصدرت قرارا بان الملازم اول غاغارين صالح للقيام بتحليقات فضائية. وفي 3 مارس/آذار عام 1960 تم ضمه الى فريق المرشحين لارتياد الفضاء ، وفي 11 مارس/آذار توجه غاغارين مع افراد اسرته الى مكان عمله الجديد.

التحليق في الفضاء

بلغ عدد المرشحين الاجمالي للتحليق لأول مرة في الفضاء 20 شخصا. وتولى المصمم سيرغي كوروليوف انتقاء المرشحين ، وكان المهم ان تتوفر في المرشح عدة صفات منها الطول والوزن والصحة الجيدة: فيجب الا يتجاوز العمر 30 عاما والوزن 72 كغم والطول 170 سم . ولدى توفر هذه المواصفات فقط يمكن ان يتسع المجال لجلوسه في اول سفينة فضائية "فوستوك" ، حيث ان ابعاد ووزن السفينة محددة بقدرة الصاروخ الحامل. علاوة على ذلك وجب ان يكون رائد الفضاء عضوا في الحزب الشيوعي السوفيتي( انضم يوري غاغارين الى الحزب الشيوعي السوفيتي في صيف عام 1960).

وتم انتقاء ستة اشخاص من بين المرشحين العشرين، وكان كوروليوف في عجلة من أمره بعد ورود معلومات عن استعداد الامريكيين لأرسال اول انسان الى الفضاء في 20 ابريل/نيسان عام 1961 .ولهذا تحدد موعد الاطلاق في 11 و 17 ابريل/نيسان عام 1961 . وتحدد في آخر لحظة المرشح الذي سيحلق في الفضاء. ووقع الاختيار على يوري غاغارين اما بديله فهو غيرمان تيتوف. وتم اعداد ثلاثة انباء لوكالة تاس حول تحليق غاغارين الى الفضاء. الاول – "النجاح " والثانية اذا ما سقط في اراضي بلاد اخرى او في المحيط العالمي- " نداء الى حكومات البلدان الاخرى" لتقديم المساعدة في البحث عنه، والثالث – اعلان النبأ " المحزن" ، اذا لم يرجع غاغارين الى الارض حيا.

جرى اطلاق السفينة " فوستوك – 1" في الساعة التاسعة والدقيقة السابعة من صباح يوم 12 ابريل/نيسان عام 1961 (حسب توقيت موسكو) من مطار بايكونور. وبعد القيام بدورة واحدة حول الارض هبطت السفينة على الارض في الساعة العاشرة والدقيقة 55 و34 ثانية بعد مرور 108 دقائق( قبل دقيقة واحدة مما كان مقررا سابقا). علما ان خللا في جهاز الفرملة ادى الى هبوط الكبسولة التي اقلت غاغارين ليس في المكان المحدد سابقا. ولهذا لم يكن هناك احد في استقبال غاغارين. وفيما بعد جرى استقبال حافل لغاغارين بموسكو وحصل على الشهرة في العالم.
وزار غاغارين خلال عام 1961 فقط تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا وفنلندا وبريطانيا وبولندا وكوبا والبرازيل، مع التوقف في جزيرة كيوراوساو، وكذلك كندا مع التوقف في ايسلندا ، والمجر والهند وسيلان ( سري لانكا حاليا) وافغانستان.

وفي يناير/كانون الثاني- شباط عام 1962 زار غاغارين مصر تلبية لدعوة المشير عبدالحكيم عامر نائب الرئيس القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة.وأمضى غاغارين في مصر 7 أيام. ومنحه الرئيس المصري جمال عبدالناصر "قلادة النيل" ارفع وسام في البلاد.

حياته وعمله بعد التحليق في الفضاء

لقد غيرت 108 دقائق من التحليق في الفضاء مجرى حياة يوري غاغارين الى الابد.وتحول الطيار في فوج المقاتلات بين يوم وليلة الى اشهر الاشخاص في العالم.وكانت رغبة ابناء الاتحاد السوفيتي في لقاء اول رائد فضاء عظيمة الى حد ان لقاءاته وجولاته خلال ثلاثة اعوام سلبت من يوري غاغارين وقتا طويلا. ومما زاد في الطين بلة ان هذه اللقاءات غالبا ما كانت ترافقها مآدب واحتفالات. وفي النتيجة ازداد وزن غاغارين بحوالي 7 – 8 كغم وكف عن ممارسة التمارين الرياضية. وما كان يحول دون استمرار ذلك سوى التدريب لقيام بتحليق جديد والتحليق في الطائرات والنظام الواجب الالتزام به في هذه الحالة.

وفي عام 1964 تولى غاغارين منصب نائب مدير مركز اعداد رواد الفضاء.

كما قام بنشاط سياسي واجتماعي كبير وبدأ الدراسة في اكاديمية جوكوفسكي الحربية لهندسة الطيران ولهذا لم تتوفر لديه خلال فترة معينة الفرصة لممارسة الطيران كما اثر فيه القيام بالنشاط الاجتماعي. وقام بأول تحليق منفرد في الطائرة ميغ – 17 في مطلع كانون الاول/ديسمبر عام 1967 . وهبط بها لدى الدورة الثانية بسبب الخطأ في الحساب لدى الهبوط وهو مايميز الطيارين ذوي القدرة الضعيفة بعد ترك الطيران لفترة من الزمن. ولهذا بدأت السلطات تبدي مخاوفها لفقدان البطل المعروف في حادث مؤسف. وقد تبين ان هذه المخاوف كانت في محلها.

المصرع الفاجع

شرع غاغارين بممارسة الطيران بعد تخرجه من اكاديمية جوكوفسكي ، وصار يتدرب في الطائرة (ميغ – 15 و ت ي) . وقام في الفترة من 13 الى 22 مارس /آذار ب18 طلعة لفترة 7 ساعات. ووجب عليه القيام قبيل التحليق المنفرد بتحليقين اختباريين مع الطيار- المرشد قائد الفوج بطل الاتحاد السوفيتي فلاديمير سيريوغين.

وفي 27 مارس/آذار وعند الساعة العاشرة والدقيقة 18 صباحا انطلق غاغارين وسيريوغين من مطار تشكالوفسكي بضواحي موسكو. وكان المقرر ان يتم تنفيذ مهمة التحليق في المنطقة خلال أقل من 20 دقيقة تقريبا لكن بعد مضي اربع دقائق ابلغ غاغارين الارض ان المهمة اختتمت وطلب السماح له بالعودة الى القاعدة. وبعد ذلك انقطع الاتصال مع الطائرة. وفي الساعة الثانية والدقيقة 50 بعد الظهر عثر على حطام الطائرة (ميغ – 15 و ت ي) في مكان يبعد حوالي 65 كم عن المطار.
وتشكلت لجنة حكومية من اجل التحقيق في الكارثة الجوية . لكن اللجنة لم تستطع ان تحدد بشكل قاطع اسباب المأساة حتى بعد مضي عدة اشهر من عمل خبراء اللجنة. وفي النتيجة فرضت السرية على تقريراللجنة . ولا تعرف حتى اليوم اسباب وظروف الكارثة. وتوجد عدة روايات متناقضة للحادث. ووضع رماد رفات غاغارين وسيريوغين عند سور الكرملين.

ذكرى غاغارين

أطلق اسم غاغارين على مدينته غجاتسك (سابقا) وعلى منطقة وفوهة بركان على الجانب الآخر للقمر وعلى الكويكب رقم 1772 وعلى ميدان بموسكو حيث يوجد نصب رائد الفضاء. كما توجد كأس غاغارين لرابطة هوكي الجليد (كان غاغارين من كبار مشجعي هوكي الجليد).

وتوجد في مدن كثيرة شوارع ودروب وميادين وبوليفارات ومتنزهات ونواد ومدراس تحمل اسم يوري غاغارين . وفي الستينيات سادت (وهي حالة نادرة في الغرب ايضا) موضة اطلاق اسم يوري على المواليد تخليدا لأسم غاغارين.

واطلق اسم غاغارين على سفينة البحوث العلمية "رائد الفضاء يوري غاغارين".كما ان غاغارين يتمتع بصفة مواطن شرف لكثير من مدن روسيا والبلدان الاخرى، وسلم اليه المفتاحان الذهبيان لمدينتي القاهرة والاسكندرية في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق