بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإنه واجب على كل أحد أن يستقيم على دين الله، وأصل كلمة الاستقامة مأخوذ من مادة (ق و م). قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (5/36): "القاف والواو والميم أصلان صحيحان، يدل أحدهما على جماعة ناس، وربما استعير في غيرهم، والآخر على انتصاب أو عزم".
وأما في الاصطلاح:
فقد أُثر تعريفها عن الخلفاء الأربعة ([1]) :
سئل صديق الأمة وأعظمها استقامة؛ أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال: "ألا تشرك بالله شيئا".
والصديق t استقى هذا المعنى من آيتين في كتاب الله تعالى..
الآية الأولى: قول الله عن عيسى عليه السلام لقومه: }إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ{ (آل عمران: 52). والثانية: }ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم{ (يس: 60-61).
وكل من عبد غير الله واتبع هواه فقد عبد الشيطان.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب"
والمراوغة دأب اليهود؛ ففي الصحيحين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ -وَهُوَ بِمَكَّةَ-: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ، وَالْمَيْتَةِ، وَالْخِنْزِيرِ، وَالْأَصْنَامِ». فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؛ فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟ فَقَالَ: «لَا، هُوَ حَرَامٌ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ؛ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوه ([2])، ثُمَّ بَاعُوهُ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ».
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "استقاموا: أخلصوا العمل لله".
وقال عليٌّ، وابن عباس رضي الله عنهم: "استقاموا: أدوا الفرائض".
وقال ابن رجب (جامع العلوم والحكم ص193): "هي سلوك الصراط المستقيم، ويشمل ذلك فعل الطاعات، والباطنة وترك المنهيات".
وقال ابن حجر رحمه الله (فتح الباري 13/257): "الاستقامة كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلا وتركا".
وقال ابن القيم رحمه الله (المدارج 2/103): "لزوم المنهج القويم".
أصل الاستقامة:
قال ابن رجب رحمه الله تعالى (جامع العلوم 193): "أصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، وقد فسر أبو بكر رضي الله عنه الاستقامة في قوله تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا{، بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره"؟
الأمر بالاستقامة:
قال تعالى: }فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم{، وقال: }فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا{، وقال: }وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{. ثبت في المسند وسنن ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ t، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: }وأِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ{.
وقال تعالى: }قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه{.
والمعنى: فاسلكوا الطريق الموصل إليه، واطلبوا مغفرته.
وأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقد خرّج الطبراني والحاكم من حديث عبد الله بنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ معاذَ بن جبل أراد سفراً، فقال: يا رسولَ الله أوصني، قال: «اعبد الله، ولا تشرك به شيئاً». قال: يا رسول الله زِدني. قال: «إذا أسأتَ فأحسنْ»، قال: يا رسول الله زدني. قال: «استقم ولْتُحْسِنْ خلقك».
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولا، لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: «قل آمنت بالله ثم استقم».
ثمرات الاستقامة:
الأجر الجزيل:
قال صلى الله عليه وسلم : «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا» رواه مالك في الموطأ وابن ماجة.
الرزق الوفير:
قال مطرف: معناه ولن تحصوا مالكم من الأجر إن استقمتم.
الحفظ في الدنيا والآخرة، والبشارة عند الموت بعدم الخوف والحزن، والبشارة بالجنة:
قال تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم{.
قال ابن كثير في التفسير (7/177): "}تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ{، قال مجاهد، والسدي، وزيد بن أسلم، وابنه: يعني عند الموت قائلين: }أَلا تَخَافُوا{، قال مجاهد، وعكرمة، وزيد بن أسلم: أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة، }وَلا تَحْزَنُوا{، على ما خلفتموه من أمر الدنيا، من ولد وأهل، ومال أو دين، فإنا نخلفكم فيه، }وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ{، فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير".
فكيف تتحقق الاستقامة؟
بالدعاء :
ونحن نقول في كل ركعة: }اهدنا الصراط المستقيم{.
قال تعالى: }والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم{.
فالهداية بيد الله، وسبيل نيلها دعاؤه.
بالصبر على الطاعة:
قال تعالى: }وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا{ (آل عمران: 66-68)
روى ابن أبي حاتم في التفسير أنه لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر t: يا رسول الله، والله لو أمرتني أن أقتل نفسي لفعلت، قال: «صدقت يا أبا بكر».
باتباع السنة:
قال تعالى: }وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم{.
بالإيمان:
قال تعالى: }وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم{
باتباع القرآن:
قال تعالى: }وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم{.
أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يسددنا، ويوفقنا لكل خير.
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------------
[1] / انظر مدارج السالكين (2/104).
[2] / أذابوه.
الاستقامة
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإنه واجب على كل أحد أن يستقيم على دين الله، وأصل كلمة الاستقامة مأخوذ من مادة (ق و م). قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (5/36): "القاف والواو والميم أصلان صحيحان، يدل أحدهما على جماعة ناس، وربما استعير في غيرهم، والآخر على انتصاب أو عزم".
وأما في الاصطلاح:
فقد أُثر تعريفها عن الخلفاء الأربعة ([1]) :
سئل صديق الأمة وأعظمها استقامة؛ أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال: "ألا تشرك بالله شيئا".
والصديق t استقى هذا المعنى من آيتين في كتاب الله تعالى..
الآية الأولى: قول الله عن عيسى عليه السلام لقومه: }إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ{ (آل عمران: 52). والثانية: }ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم{ (يس: 60-61).
وكل من عبد غير الله واتبع هواه فقد عبد الشيطان.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب"
والمراوغة دأب اليهود؛ ففي الصحيحين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ -وَهُوَ بِمَكَّةَ-: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ، وَالْمَيْتَةِ، وَالْخِنْزِيرِ، وَالْأَصْنَامِ». فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؛ فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟ فَقَالَ: «لَا، هُوَ حَرَامٌ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ؛ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوه ([2])، ثُمَّ بَاعُوهُ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ».
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "استقاموا: أخلصوا العمل لله".
وقال عليٌّ، وابن عباس رضي الله عنهم: "استقاموا: أدوا الفرائض".
وقال ابن رجب (جامع العلوم والحكم ص193): "هي سلوك الصراط المستقيم، ويشمل ذلك فعل الطاعات، والباطنة وترك المنهيات".
وقال ابن حجر رحمه الله (فتح الباري 13/257): "الاستقامة كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلا وتركا".
وقال ابن القيم رحمه الله (المدارج 2/103): "لزوم المنهج القويم".
أصل الاستقامة:
قال ابن رجب رحمه الله تعالى (جامع العلوم 193): "أصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، وقد فسر أبو بكر رضي الله عنه الاستقامة في قوله تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا{، بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره"؟
الأمر بالاستقامة:
قال تعالى: }فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم{، وقال: }فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا{، وقال: }وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{. ثبت في المسند وسنن ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ t، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: }وأِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ{.
وقال تعالى: }قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه{.
والمعنى: فاسلكوا الطريق الموصل إليه، واطلبوا مغفرته.
وأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقد خرّج الطبراني والحاكم من حديث عبد الله بنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ معاذَ بن جبل أراد سفراً، فقال: يا رسولَ الله أوصني، قال: «اعبد الله، ولا تشرك به شيئاً». قال: يا رسول الله زِدني. قال: «إذا أسأتَ فأحسنْ»، قال: يا رسول الله زدني. قال: «استقم ولْتُحْسِنْ خلقك».
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولا، لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: «قل آمنت بالله ثم استقم».
ثمرات الاستقامة:
الأجر الجزيل:
قال صلى الله عليه وسلم : «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا» رواه مالك في الموطأ وابن ماجة.
الرزق الوفير:
قال مطرف: معناه ولن تحصوا مالكم من الأجر إن استقمتم.
الحفظ في الدنيا والآخرة، والبشارة عند الموت بعدم الخوف والحزن، والبشارة بالجنة:
قال تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم{.
قال ابن كثير في التفسير (7/177): "}تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ{، قال مجاهد، والسدي، وزيد بن أسلم، وابنه: يعني عند الموت قائلين: }أَلا تَخَافُوا{، قال مجاهد، وعكرمة، وزيد بن أسلم: أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة، }وَلا تَحْزَنُوا{، على ما خلفتموه من أمر الدنيا، من ولد وأهل، ومال أو دين، فإنا نخلفكم فيه، }وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ{، فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير".
فكيف تتحقق الاستقامة؟
بالدعاء :
ونحن نقول في كل ركعة: }اهدنا الصراط المستقيم{.
قال تعالى: }والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم{.
فالهداية بيد الله، وسبيل نيلها دعاؤه.
بالصبر على الطاعة:
قال تعالى: }وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا{ (آل عمران: 66-68)
روى ابن أبي حاتم في التفسير أنه لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر t: يا رسول الله، والله لو أمرتني أن أقتل نفسي لفعلت، قال: «صدقت يا أبا بكر».
باتباع السنة:
قال تعالى: }وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم{.
بالإيمان:
قال تعالى: }وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم{
باتباع القرآن:
قال تعالى: }وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم{.
أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يسددنا، ويوفقنا لكل خير.
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------------
[1] / انظر مدارج السالكين (2/104).
[2] / أذابوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق