بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أسأل الله تعالى لكل من يقرأ هذا المقام من المنجيات أن ينير قلبه بنور [الإحسان]
[ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ] إنه ولي ذلك والقادر عليه اللهم آمين
*******************
بيان حقيقة المراقبة قبل العمل وفي العمل
***********************
أعلم أن حقيقة المراقبة هي : ملاحظة الرقيب وانصراف الهم إليه فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال أنه يراقب فلانا ويراعى جانبه، ويعنى بهذه المراقبة: حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة ،وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب ،
أما الحالة فهي :مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إياه وانصرافه إليه ،
وأما المعرفة التي تثمر هذه الحالة فهو :العلم بأن الله مطلع على الضمائر عالم بالسرائر رقيب على أعمال العباد قائم على كل نفس بما كسبت وأن سر القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل اشد من ذلك ، فهذه المعرفة إذا صارت يقينا أعنى أنها خلت عن الشك ثم استولت بعد ذلك على القلب قهرته فرب علم لا شك فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت فإذا استولت على القلب استجرت القلب إلى مراعاة جانب الرقيب وصرفت همه إليه ، والموقنون بهذه المعرفة درجات ، منها :
درجة مراقبة الورعين : وهم قوم غلب يقين اطلاع الله على ظاهرهم وباطنهم وعلى قلوبهم ، وبقيت قلوبهم على حد الاعتدال متسعة للتلفت إلى الأحوال والأعمال ,وإنها مع ممارسة الأعمال لا تخلو عن المراقبة نعم غلب عليهم الحياء من الله فلا يقدمون ولا يحجمون إلا بعد التثبت فيه ويمتنعون عن كل ما يفتضحون به في القيامة فإنهم يرون الله في الدنيا مطلعا عليهم فلا يحتاجون إلى انتظار القيامة ،وعليه تعرف اختلاف الدرجات :
* فإنك في خلوتك قد تتعاطى أعمالا فيحضرك صبي أو امرأة فتعلم أنه مطلع عليك فتستحيى منه فتحسن جلوسك وتراعى أحوالك لا عن إجلال وتعظيم بل عن حياء فإن مشاهدته وإن كانت لا تدهشك ولا تستغرقك فإنها تهيج الحياء منك .
* وقد يدخل عليك ملك من الملوك أو كبير من الأكابر فيستغرقك التعظيم حتى تترك كل ما أنت فيه شغلا به لا حياء منه ،،فهكذا تختلف مراتب العباد في مراقبة الله تعالى .
ومن كان في هذه الدرجة(مراقبة الورعين) يحتاج أن يراقب جميع حركاته وسكناته وخطراته ولحظاته وبالجملة جميع اختياراته وله فيها نظران :
نظر قبل العمل ، ونظر في العمل :
أما قبل العمل : فلينظر أن ما ظهر له وتحرك بفعله خاطره أهو لله خاصة أو هو في هوى النفس ومتابعة الشيطان ، فيتوقف فيه ويتثبت حتى ينكشف له ذلك بنور الحق ،فإن كان لله تعالى أمضاه وإن كان لغير الله استحيا من الله ، وانكف عنه ثم لام نفسه على رغبته فيه وهمه به وميله إليه و عرفها سوء فعلها وسعيها في فضيحتها و أنها عدوة نفسها إن لم يتداركها الله بعصمته وهذا التوقف في بداية الأمور إلى حد البيان واجب محتوم لا محيص لأحد عنه .قال الحسن : كان أحدهم إذا أراد أن يتصدق بصدقة نظر وتثبت فإن كان لله أمضاه.وقال محمد بن علي : إن المؤمن وقاف متأن يقف عند همه ..فهذا هو النظر الأول في هذه المراقبة ولا يخلص من هذا إلا العلم المتين والمعرفة الحقيقة بأسرار الأعمال وأغوار النفس ومكايد الشيطان فمتى لم يعرف نفسه وربه وعدوه إبليس ولم يعرف ما يوافق هواه ولم يميز بينه وبين ما يحبه الله ويرضاه في نيته وهمته وفكرته وسكونه وحركته فلا يسلم في هذه المراقبة بل الأكثرون يرتكبون الجهل فيما يكرهه الله تعالى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولا تظنن أن الجاهل بما يقدر على التعلم فيه يعذر ؛هيهات بل طلب العلم فريضة على كل مسلم ولهذا كانت ركعتان من عالم أفضل من ألف ركعة من غير عالم لأنه يعلم آفات النفوس ومكايد الشيطان ومواضع الغرور فيتقي ذلك و الجاهل لا يعرفه فكيف يحترز منه فلا يزال الجاهل في تعب والشيطان منه في فرح وشماته فنعوذ بالله من الجهل والغفلة فهو رأس كل شقاوة وأساس كل خسران فحكم الله تعالى على كل عبد أن يراقب نفسه عند همه بالفعل و سعيه بالجارحة " فيتوقف عن الهم وعن السعي حتى ينكشف له بنور العلم أنه لله تعالى فيمضيه أو هو لهوى النفس فيتقيه ويزجر القلب عن الفكر فيه وعن الهم به "، فإن الخطوة الأولى في الباطل إذا لم تُدفع أورثت الرغبة ، والرغبة تورث الهم ، والهم يورث جزم القصد
والقصد يورث الفعل ، والفعل يورث البوار والمقت
فينبغى أن تحسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر فإن جميع ما وراءه يتبعه ، ومهما أشكل على العبد ذلك وأظلمت الواقعة فلم ينكشف له فيتفكر في ذلك بنور العلم و يستعيذ بالله من مكر الشيطان بواسطة الهوى ، فإن عجز عن الاجتهاد والفكر بنفسه فيستضىء بنور علماء الدين .
أسأل الله تعالى لكل من يقرأ هذا المقام من المنجيات أن ينير قلبه بنور [الإحسان]
[ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ] إنه ولي ذلك والقادر عليه اللهم آمين
*******************
بيان حقيقة المراقبة قبل العمل وفي العمل
***********************
أعلم أن حقيقة المراقبة هي : ملاحظة الرقيب وانصراف الهم إليه فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال أنه يراقب فلانا ويراعى جانبه، ويعنى بهذه المراقبة: حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة ،وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب ،
أما الحالة فهي :مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إياه وانصرافه إليه ،
وأما المعرفة التي تثمر هذه الحالة فهو :العلم بأن الله مطلع على الضمائر عالم بالسرائر رقيب على أعمال العباد قائم على كل نفس بما كسبت وأن سر القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل اشد من ذلك ، فهذه المعرفة إذا صارت يقينا أعنى أنها خلت عن الشك ثم استولت بعد ذلك على القلب قهرته فرب علم لا شك فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت فإذا استولت على القلب استجرت القلب إلى مراعاة جانب الرقيب وصرفت همه إليه ، والموقنون بهذه المعرفة درجات ، منها :
درجة مراقبة الورعين : وهم قوم غلب يقين اطلاع الله على ظاهرهم وباطنهم وعلى قلوبهم ، وبقيت قلوبهم على حد الاعتدال متسعة للتلفت إلى الأحوال والأعمال ,وإنها مع ممارسة الأعمال لا تخلو عن المراقبة نعم غلب عليهم الحياء من الله فلا يقدمون ولا يحجمون إلا بعد التثبت فيه ويمتنعون عن كل ما يفتضحون به في القيامة فإنهم يرون الله في الدنيا مطلعا عليهم فلا يحتاجون إلى انتظار القيامة ،وعليه تعرف اختلاف الدرجات :
* فإنك في خلوتك قد تتعاطى أعمالا فيحضرك صبي أو امرأة فتعلم أنه مطلع عليك فتستحيى منه فتحسن جلوسك وتراعى أحوالك لا عن إجلال وتعظيم بل عن حياء فإن مشاهدته وإن كانت لا تدهشك ولا تستغرقك فإنها تهيج الحياء منك .
* وقد يدخل عليك ملك من الملوك أو كبير من الأكابر فيستغرقك التعظيم حتى تترك كل ما أنت فيه شغلا به لا حياء منه ،،فهكذا تختلف مراتب العباد في مراقبة الله تعالى .
ومن كان في هذه الدرجة(مراقبة الورعين) يحتاج أن يراقب جميع حركاته وسكناته وخطراته ولحظاته وبالجملة جميع اختياراته وله فيها نظران :
نظر قبل العمل ، ونظر في العمل :
أما قبل العمل : فلينظر أن ما ظهر له وتحرك بفعله خاطره أهو لله خاصة أو هو في هوى النفس ومتابعة الشيطان ، فيتوقف فيه ويتثبت حتى ينكشف له ذلك بنور الحق ،فإن كان لله تعالى أمضاه وإن كان لغير الله استحيا من الله ، وانكف عنه ثم لام نفسه على رغبته فيه وهمه به وميله إليه و عرفها سوء فعلها وسعيها في فضيحتها و أنها عدوة نفسها إن لم يتداركها الله بعصمته وهذا التوقف في بداية الأمور إلى حد البيان واجب محتوم لا محيص لأحد عنه .قال الحسن : كان أحدهم إذا أراد أن يتصدق بصدقة نظر وتثبت فإن كان لله أمضاه.وقال محمد بن علي : إن المؤمن وقاف متأن يقف عند همه ..فهذا هو النظر الأول في هذه المراقبة ولا يخلص من هذا إلا العلم المتين والمعرفة الحقيقة بأسرار الأعمال وأغوار النفس ومكايد الشيطان فمتى لم يعرف نفسه وربه وعدوه إبليس ولم يعرف ما يوافق هواه ولم يميز بينه وبين ما يحبه الله ويرضاه في نيته وهمته وفكرته وسكونه وحركته فلا يسلم في هذه المراقبة بل الأكثرون يرتكبون الجهل فيما يكرهه الله تعالى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولا تظنن أن الجاهل بما يقدر على التعلم فيه يعذر ؛هيهات بل طلب العلم فريضة على كل مسلم ولهذا كانت ركعتان من عالم أفضل من ألف ركعة من غير عالم لأنه يعلم آفات النفوس ومكايد الشيطان ومواضع الغرور فيتقي ذلك و الجاهل لا يعرفه فكيف يحترز منه فلا يزال الجاهل في تعب والشيطان منه في فرح وشماته فنعوذ بالله من الجهل والغفلة فهو رأس كل شقاوة وأساس كل خسران فحكم الله تعالى على كل عبد أن يراقب نفسه عند همه بالفعل و سعيه بالجارحة " فيتوقف عن الهم وعن السعي حتى ينكشف له بنور العلم أنه لله تعالى فيمضيه أو هو لهوى النفس فيتقيه ويزجر القلب عن الفكر فيه وعن الهم به "، فإن الخطوة الأولى في الباطل إذا لم تُدفع أورثت الرغبة ، والرغبة تورث الهم ، والهم يورث جزم القصد
والقصد يورث الفعل ، والفعل يورث البوار والمقت
فينبغى أن تحسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر فإن جميع ما وراءه يتبعه ، ومهما أشكل على العبد ذلك وأظلمت الواقعة فلم ينكشف له فيتفكر في ذلك بنور العلم و يستعيذ بالله من مكر الشيطان بواسطة الهوى ، فإن عجز عن الاجتهاد والفكر بنفسه فيستضىء بنور علماء الدين .
النظر الثاني للمراقبة عند الشروع في العمل :
وذلك بتفقد كيفية العمل ليقضي حق الله فيه ويحسن النية في إتمامه ويكمل صورته ويتعاطاه على اكمل ما يمكنه وهذا ملازم له في جميع أحواله ، فإنه لا يخلو في جميع أحواله عن حركة وسكون ، فإذا راقب الله تعالى في جميع ذلك قدر على عبادة الله تعالى فيها بالنية و حسن الفعل و مراعاة الأدب ..
ــ فإن كان قاعدا مثلا فينبغى أن يقعد مستقبل القبلة لقوله صلى الله عليه وسلم:" خير المجالس ما استقبل به القبلة " أخرجه الحاكم
ــ ولا يجلس متربعا إذ لا يجالس الملوك كذلك وملك الملوك مطلع عليه ،
ــ وإن كان ينام فينام على اليد اليمنى مستقبل القبلة مع سائر الآداب ،،فكل ذلك داخل في المراقبة
ـــ بل لو كان في قضاء الحاجة فمراعاته لآدابها وفاء بالمراقبة
فإذن ؛ لا يخلو العبد أما أن يكون في طاعة أو في معصية أو في مباح فمراقبته : في الطاعة بالإخلاص والإكمال ومراعاة الأدب وحراستها عن الآفات
وإن كان في معصية فمراقبته : بالتوبة والندم والإقلاع والحياء والاشتغال بالتفكر
وإن كان في مباح فمراقبته: بمراعاة الأدب ثم بشهود المنعم في النعمة وبالشكر عليها ،
ولا يخلو العبد في جملة أحواله عن بلية لا بد له من الصبر عليها و نعمة لا بد له من الشكر عليها ، وكل ذلك من المراقبة بل لا ينفك العبد في كل حال من : فرض لله تعالى عليه أما فعل يلزمه مباشرته أو محظور يلزمه تركه أو ندب حث عليه ليسارع به إلى مغفرة الله تعالى ويسابق به عباد الله أو مباح فيه صلاح جسمه وقلبه وفيه عون له على طاعته ،ولكل واحد من ذلك حدود لابد من مراعاتها بدوام المراقبة ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه
فينبغي أن يتفقد العبد نفسه في جميع أوقاته في هذه الأقسام * فإذا كان فارغا من الفرائض وقدر على الفضائل فينبغي أن يلتمس أفضل الأعمال ليشتغل بها فإن من فاته مزيد ربح وهو قادر على دركه فهو مغبون والأرباح تنال بمزايا الفضائل فبذلك يأخذ العبد من دنياه لآخرته * كما قال تعالى [ ولا تنسَ نصيبَك من الدنيا ]وكل ذلك إنما يمكن بصبر ساعة واحدة فإن الساعات ثلاث:
ساعة : مضت لا تعب فيها على العبد كيفما انقضت في مشقة أو رفاهية .
وساعة : مستقبلة لم تأت بعد لا يدري العبد أيعيش إليها أم لا ولا يدرى ما يقضي الله فيها .
وساعة : راهنة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه ويراقب فيها ربه ، فإن لم تأته الساعة الثانية لم يتحسر على فوات هذه الساعة ، وإن أتته الساعة الثانية استوفى حقه منها كما استوفى من الاولى ولا يطول أمله خمسين سنة فيطول عليه العزم على المراقبة فيها بل يكون ابن وقته كأنه في آخر أنفاسه فلعله آخر أنفاسه وهو لا يدرى وإذا أمكن أن يكون آخر أنفاسه فينبغى أن يكون على وجه لا يكره أن يدركه الموت وهو على تلك الحالة وتكون جميع أحواله مقصورة على ما رواه أبو ذر رضى الله تعالى عنه من قوله عليه الصلاة والسلام :" لا يكون المؤمن ظاعنا إلا في ثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم ".أخرجه أحمد وابن حبان.
**********************
اللهم ارزقنا التوفيق والإخلاص ودوام النعم وحسن الختام
وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ونورا
اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين
وذلك بتفقد كيفية العمل ليقضي حق الله فيه ويحسن النية في إتمامه ويكمل صورته ويتعاطاه على اكمل ما يمكنه وهذا ملازم له في جميع أحواله ، فإنه لا يخلو في جميع أحواله عن حركة وسكون ، فإذا راقب الله تعالى في جميع ذلك قدر على عبادة الله تعالى فيها بالنية و حسن الفعل و مراعاة الأدب ..
ــ فإن كان قاعدا مثلا فينبغى أن يقعد مستقبل القبلة لقوله صلى الله عليه وسلم:" خير المجالس ما استقبل به القبلة " أخرجه الحاكم
ــ ولا يجلس متربعا إذ لا يجالس الملوك كذلك وملك الملوك مطلع عليه ،
ــ وإن كان ينام فينام على اليد اليمنى مستقبل القبلة مع سائر الآداب ،،فكل ذلك داخل في المراقبة
ـــ بل لو كان في قضاء الحاجة فمراعاته لآدابها وفاء بالمراقبة
فإذن ؛ لا يخلو العبد أما أن يكون في طاعة أو في معصية أو في مباح فمراقبته : في الطاعة بالإخلاص والإكمال ومراعاة الأدب وحراستها عن الآفات
وإن كان في معصية فمراقبته : بالتوبة والندم والإقلاع والحياء والاشتغال بالتفكر
وإن كان في مباح فمراقبته: بمراعاة الأدب ثم بشهود المنعم في النعمة وبالشكر عليها ،
ولا يخلو العبد في جملة أحواله عن بلية لا بد له من الصبر عليها و نعمة لا بد له من الشكر عليها ، وكل ذلك من المراقبة بل لا ينفك العبد في كل حال من : فرض لله تعالى عليه أما فعل يلزمه مباشرته أو محظور يلزمه تركه أو ندب حث عليه ليسارع به إلى مغفرة الله تعالى ويسابق به عباد الله أو مباح فيه صلاح جسمه وقلبه وفيه عون له على طاعته ،ولكل واحد من ذلك حدود لابد من مراعاتها بدوام المراقبة ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه
فينبغي أن يتفقد العبد نفسه في جميع أوقاته في هذه الأقسام * فإذا كان فارغا من الفرائض وقدر على الفضائل فينبغي أن يلتمس أفضل الأعمال ليشتغل بها فإن من فاته مزيد ربح وهو قادر على دركه فهو مغبون والأرباح تنال بمزايا الفضائل فبذلك يأخذ العبد من دنياه لآخرته * كما قال تعالى [ ولا تنسَ نصيبَك من الدنيا ]وكل ذلك إنما يمكن بصبر ساعة واحدة فإن الساعات ثلاث:
ساعة : مضت لا تعب فيها على العبد كيفما انقضت في مشقة أو رفاهية .
وساعة : مستقبلة لم تأت بعد لا يدري العبد أيعيش إليها أم لا ولا يدرى ما يقضي الله فيها .
وساعة : راهنة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه ويراقب فيها ربه ، فإن لم تأته الساعة الثانية لم يتحسر على فوات هذه الساعة ، وإن أتته الساعة الثانية استوفى حقه منها كما استوفى من الاولى ولا يطول أمله خمسين سنة فيطول عليه العزم على المراقبة فيها بل يكون ابن وقته كأنه في آخر أنفاسه فلعله آخر أنفاسه وهو لا يدرى وإذا أمكن أن يكون آخر أنفاسه فينبغى أن يكون على وجه لا يكره أن يدركه الموت وهو على تلك الحالة وتكون جميع أحواله مقصورة على ما رواه أبو ذر رضى الله تعالى عنه من قوله عليه الصلاة والسلام :" لا يكون المؤمن ظاعنا إلا في ثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم ".أخرجه أحمد وابن حبان.
**********************
اللهم ارزقنا التوفيق والإخلاص ودوام النعم وحسن الختام
وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ونورا
اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق