أضواء من هدي القرآن الكريم (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت : 67 )
أي أوَلَم يشاهد كفار مكة أن الله جل وعلا قد هيأ لهم هذا البلد الأمين حرما آمنا يأمنون فيه على أرواحهم وأموالهم , بينما الناس من حولهم يعيشون في رعب وخوف من كثرة الغارات والأخذ بالثأر والسلب والنهب ؟!
أفلا يعتبرون بهذه النعمة العظيمة فيهديهم ذلك إلى شكر المنعم جل وعلا وعبادته وحده ؟! أفبالأمر الباطل الذي يعتقدونه من عبادة الأوثان يؤمنون بعد دعوتهم إلى التوحيد وظهور الحق لهم وبنعمة الله التي خصهم بها من الأمن والاستقرار هم يجحدون فيعبدون غيره وهو المنعم الوحيد عليهم؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت : 68 )
[العنكبوت: 68] أي لا أحد أشدُّ ظلما ممن اختلق على الله كذبا فزعم أن الشرك والموروثات الجاهلية هي الدين الحق الذي يرضاه الله تعالى , أو كذب بالحق الذي جاءه بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهل نسي هؤلاء مصيرهم السيء الذي ينتظرهم يوم القيامة ؟ أليست جهنم هي مكانَهم في الآخرة جزاء كفرهم بنعمة الله تعالى عليهم ؟! بلى إنها مأواهم الذي يخلدون فيه .
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت : 69 )
ففي مقابل أولئك الكفار الجاحدين يوجد المؤمنون الذين جاهدوا أنفسهم الأمارةَ بالسوء وشياطين الإنس والجن من أجل الله تعالى , فإنه سبحانه سيهديهم طرق الخير الموصلةَ إلى رضوانه عز وجل وإلى سعادة الآخرة, لأنهم قد فازوا بدرجة الإحسان وإن الله عز وجل مع المحسنين بحفظه وإعانته ونصره, ومن كان الله معه فإنه لايُخذل .
ويقول الله تبارك وتعالى :
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (الروم : 11 )
يعني أن الله عز وجل هو الذي يخلق الخلق أولا ويُنْشِؤُهم من العدم ثم يعيدهم بعد الموت أحياء , ثم إليه تُرجعون أيها الناس في الآخرة فتحاسبون على أعمالكم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر .
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (الروم : 12 )
أي ييأس الكفار من السعادة حينما يعلمون عن مصيرهم السيء في الآخرة .
(وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ) (الروم : 13 )
أي لم يكن لهم من الذين أشركوهم مع الله تعالى في العبادة وسطاءُ يخلصونهم من العذاب , لأن الله تعالى لايأذن لشركائهم بذلك , وكان المشركون في الآخرة بآلهتهم الذين جعلوهم شركاء مع الله تعالى جاحدين كونَهم آلهة بعدما عاينوا العاقبة السيئة لعبادتهم إياهم .
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) (الروم : 14 )
أي يتفرق المؤمنون والكفار .
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) (الروم : 15 )
أي في رياض الجنة ينعمون ويكرمون , فهم في حبور وسرور .
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) (الروم : 16 )
أي مقيمون فيه مخلدون جزاء كفرهم بالله وبالقرآن وبالبعث والحساب والجنة والنار , فهم على الضد من المؤمنين عملاً وعاقبة , فلا يغتر الكفار بما هم فيه في الدنيا من التمكين في الأرض والنعم الوافرة
فإن الدنيا فانية , وإنما العبرة بالحياة الآخرة الخالدة التي يتفرق فيها الناس إلى مصائرهم وجزائهم .
الشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت : 67 )
أي أوَلَم يشاهد كفار مكة أن الله جل وعلا قد هيأ لهم هذا البلد الأمين حرما آمنا يأمنون فيه على أرواحهم وأموالهم , بينما الناس من حولهم يعيشون في رعب وخوف من كثرة الغارات والأخذ بالثأر والسلب والنهب ؟!
أفلا يعتبرون بهذه النعمة العظيمة فيهديهم ذلك إلى شكر المنعم جل وعلا وعبادته وحده ؟! أفبالأمر الباطل الذي يعتقدونه من عبادة الأوثان يؤمنون بعد دعوتهم إلى التوحيد وظهور الحق لهم وبنعمة الله التي خصهم بها من الأمن والاستقرار هم يجحدون فيعبدون غيره وهو المنعم الوحيد عليهم؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت : 68 )
[العنكبوت: 68] أي لا أحد أشدُّ ظلما ممن اختلق على الله كذبا فزعم أن الشرك والموروثات الجاهلية هي الدين الحق الذي يرضاه الله تعالى , أو كذب بالحق الذي جاءه بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهل نسي هؤلاء مصيرهم السيء الذي ينتظرهم يوم القيامة ؟ أليست جهنم هي مكانَهم في الآخرة جزاء كفرهم بنعمة الله تعالى عليهم ؟! بلى إنها مأواهم الذي يخلدون فيه .
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت : 69 )
ففي مقابل أولئك الكفار الجاحدين يوجد المؤمنون الذين جاهدوا أنفسهم الأمارةَ بالسوء وشياطين الإنس والجن من أجل الله تعالى , فإنه سبحانه سيهديهم طرق الخير الموصلةَ إلى رضوانه عز وجل وإلى سعادة الآخرة, لأنهم قد فازوا بدرجة الإحسان وإن الله عز وجل مع المحسنين بحفظه وإعانته ونصره, ومن كان الله معه فإنه لايُخذل .
ويقول الله تبارك وتعالى :
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (الروم : 11 )
يعني أن الله عز وجل هو الذي يخلق الخلق أولا ويُنْشِؤُهم من العدم ثم يعيدهم بعد الموت أحياء , ثم إليه تُرجعون أيها الناس في الآخرة فتحاسبون على أعمالكم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر .
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (الروم : 12 )
أي ييأس الكفار من السعادة حينما يعلمون عن مصيرهم السيء في الآخرة .
(وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ) (الروم : 13 )
أي لم يكن لهم من الذين أشركوهم مع الله تعالى في العبادة وسطاءُ يخلصونهم من العذاب , لأن الله تعالى لايأذن لشركائهم بذلك , وكان المشركون في الآخرة بآلهتهم الذين جعلوهم شركاء مع الله تعالى جاحدين كونَهم آلهة بعدما عاينوا العاقبة السيئة لعبادتهم إياهم .
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) (الروم : 14 )
أي يتفرق المؤمنون والكفار .
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) (الروم : 15 )
أي في رياض الجنة ينعمون ويكرمون , فهم في حبور وسرور .
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) (الروم : 16 )
أي مقيمون فيه مخلدون جزاء كفرهم بالله وبالقرآن وبالبعث والحساب والجنة والنار , فهم على الضد من المؤمنين عملاً وعاقبة , فلا يغتر الكفار بما هم فيه في الدنيا من التمكين في الأرض والنعم الوافرة
فإن الدنيا فانية , وإنما العبرة بالحياة الآخرة الخالدة التي يتفرق فيها الناس إلى مصائرهم وجزائهم .
الشيخ د.عبد العزيز بن عبد الله الحميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق