بسم الله الرحمان الرحيم
من منا لايشعر بالقلق ازاء شيء ما في وقت من الأقات؟ انه مرض العصر الذي تساهم في زيادته ووصوله الى حد مرضي عوامل عدة مرتبطة بالحياة وبالشخصية التي يتمتع بها الفرد. تعريف القلق هو انه حالة تتصف بالخوف والخشية من أمور غامضة ربما تكون واقعية أو وهمية. والقلق يعني أيضا تعكر المزاج وعدم الارتياح للأمور بشكل عام والشعور بعدم الأمان واستغراب الكثير من الأمور والتوهم بأن شيئا سيئا على وشك الحدوث. وفي ضوء هذه التعريفات التي وردت في بحث علمي نشرته جمعية أطباء علم النفس في مدبنة ساو باولو البرازيلية، أكد الباجثون البرازيليون بأن المرأة تشعر بالقلق حيال الأمور أكثر من الرجل لأن الشعور بالقلق مرتبط أكثر بالعواطف وليس بالواقع.
بعض مايسببه القلق عند المرأة:
قال البحث بأن القلق الزائد عن حده عند المرأة يؤدي الى جملة من الأعراض غير المستحبة التي تدخلها الى عالم الخوف من المجهول حتى دون أن تكون هناك أسباب منطقية لذلك. وأكثر الحالات الملحوظة عند المرأة التي تعاني من القلق الزائد هو ميلها للعزلة عن الآخرين وايجاد عالم خاص بها يتصف بعدم الواقعية والخوف من أشياء لاوجود لها على أرض الواقع. كما يؤدي القلق الزائد عن حده عند المرأة الى ممارسة عادات غير مستحبة ربما تضر بالصحة العامة وعلى رأس ذلك الميل الى الاكثار من تناول الطعام واكتساب الوزن باعتبار أن ذلك ربما يكون تعويضا عن الشعور بالقلق أو محاوة من المرأة للسيطرة على هذا الشعور بعادات أكثر سلبية.
وأضاف البحث بأن القلق يدخل ضمن اطار الأمراض النفسية التي يجب معالجتها لأن استفحاله يؤدي نتائج تنعكس على مجمل الحالة النفسية والفيزيولوجية للمرأة. وحدد البحث أربع طرق رئيسية لمواجهة القلق عند المرأة سنذكرها تباعا.
أكد البحث بأن التمارين الرياضية تساعد على التخلص من طاقات سلبية كامنة تسبب القلق وممارسة بعض التمارين بشكل يومي يساهم حتما في التخلص من تراكم بعض الطاقات غير المستحبة. وقال البحث انه تأكد علميا بأن التمارين الرياضية تساعد المرأة على التعامل مع القلق الزائدلأنها تزيد من الروح المعنوية للمرأة من حيث شعورها بأنها ستحقق الرشاقة التي تزيد من ثقة المرأة بنفسها فتتخلص من القلق حول مظهرها. كما ثبت بأن التمارين الرياضية تساعد على افراز مادة في الجسم يطلق عليها اسم /سيروتونينا/ التي تعطي الشعور بلذة الحركة.
وأضاف البحث أنه اضافة للتمارين الرياضية البدنية هناك الرياضة الذهنية التي تصفي آلية التفكير مثل الفلتر. وعلى رأس هذه التمارين رياضة التأمل في الطبيعة ورياضة اليوغا التي تعلم الانسان على الصبر والتحكم بالجسم والتفكير على حد سواء.
التخفيف من الضغوط اليومية:
قال البحث البرازيلي ان النساء الميالات للشعور بالقلق بحاجة الى التخفيف من وطأة الضغوط اليومية. ومما هو معروف بأن هناك نساء أكثر استعدادا للشعور بالضغوط الحياتية اليومية من غيرهن. وفي هذه الحالة فان أهم مايفيد في ذلك هو أخذ المرأة مساجات يومية للتخفيف من آثار القلق الذي يجعل البدن متشنجا. وهناك أيضا، طبقا للبحث، دورات خاصة تساعد المرأة على التحكم بآلية التنفس المريح، أي التنفس بعمق عند الشعور بالقلق. واكد البحث في هذا الصدد بأن حبس كمية كبيرة من الأوكسجين في الرئتين أثناء التنفس بعمق يساعد خلايا الجسم على امتصاص كمية أكبر من الأوكسجين الذي يمنح ارتياحا نفسيا.
وأضاف البحث بأن مايساعد ايضا على التخفيف من حالة القلق الزائد هو البحث عن استقرار عاطفي، اي التقرب من الزوج ومحاولة فتح أحاديث فيها جانب عاطفي يغذي الحاجة العاطفية للمرأة في علاقتها مع من تحبه.
الابتعاد عن التفكير السلبي:
قال البحث ان هذا يتضمن الابتعاد عن التفكير بالمآسي والكوارث وتجنب حضور مراسم دفن الموتى أو التوقف لمشاهدة حادث طريق نجم عنه ضحايا أو قراءة القصص الحزينة أو مشاهدة أفلام الرعب والاثارة. فكل هذه الأمور تزيد من القلق ومن الأفضل تجنبها بقدر المستطاع. وأضاف البحث بأن السفر الى مناطق محببة للمرأة يساهم الى حد كبير في التخفيف من حالة القلق عندها. فما تشاهده العين ينعكس على الحالة النفسية.
عسر الهضم يزيد من قلق المرأة:
أوضح البحث بأن عسر الهضم نتيجة تناول بعض الأطعمة يزيد من قلق المرأة على حالتها الجسمية والنفسية. ولتجنب ذلك ينبغي على المرأة أن تتحكم بمعدتها وتتناول الأطعمة الخفيفة التي لاتسبب عسرا في الهضم. ومن أهم هذه الأطعمة تناول كميات كبيرة من الخضار والفواكه و الابتعاد عن تناول المأكولات الدهنية التي تثقل المعدة وتثقل الرأس. وأضاف البحث ان تناول الطعام بكثرة ربما تكون من احدى نتائجه الشعور الشديد بالقلق، وهنا ينبغي أن تنتبه المرأة لذلك وتسأل نفسها لماذا الافراط في تناول الطعام؟ فان لم تكن تدرك السبب عليها مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن أن يكتشف بأن مصدر ذلك هو القلق الزائد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق