الشخصيه المغناطيسيه


تشكل العلاقات الإنسانية مساحة كبيرة من حياة الإنسان، بل إن أهم ما يعنيه:علاقاته مع الآخرين وتعامله معهم من حيث أن الإنسان اجتماعي بطبعه،وعلى هذه العلاقات، وهذا التعامل يتوقف نجاحه أو فشله في الحياة.
ومن منطلق الأهمية البالغة للتعامل مع الناس والعلاقة الإنسانية ، فقد جاء الدين ورسم لها المناهج القويمة، والنظم السليمة التي تضمن استقامتها، واستواءها، باعتبارها موضوعا أساسيا من موضوعا ته،ومن هنا فلا غرابة أن يعتبر الإسلام،معاملة الناس هي الدين (الدين معاملة) نظرا إلى أن الالتزام بالدين في قسم كبير منه-متوقف على حسن المعاملة معهم والمتعلق بها. لذا يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) رواه الترمذي .
والشخصية المغناطيسية هي الشخصية التي تستطيع أن تجذب الآخرين بكل مواصفات الكمال الأخلاقي والشخصي.
وكما أن للمغناطيس قطبا سالبا وآخر ايجابيا، هكذا الإنسان حتى تكون شخصية مغناطيسية حقا لا بد لك في البداية أن تتخطى نقاط الضعف عندك،وتبدأ في تنمية النقاط الايجابية عندك حتى تكون شخصية ايجابية في المجتمع يحبك الله أولا ويحبك الآخرون إذا توفر ركن الإخلاص في القول والعمل.
الأسرار العشرة للجاذبية الشخصية

أولا:كن خلوقا تنل ذكرا جميلاً:
تعتبر الأخلاق من أهم القيم المعنوية في الحياة، ومن أهم المقومات الحضارية، ومن أهم الأسس الإنسانية.
وقد أكد الإسلام على أهمية الأخلاق،واعتبرها من أهم الفضائل التي يتحلى بها المسلم في حياته.
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من شيء أثقل يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة) .
وقد سئل (صلى الله عليه وسلم): أي الأعمال أفضل؟ قال (خلق حسن)وقال(صلى الله عليه وسلم): (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا).
بل وانه (صلى الله عليه وسلم) اعتبر أن الهدف من بعثته هو تعميق القيم الأخلاقية في المجتمع الإنساني،حيث قال (صلى الله عليه وسلم): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
وقال الشاعر وهو يربط بين بقاء الأمة والتزامها بالأخلاق:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
*انك بأخلاقك الحسنة قادر على تكوين شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية،فبكلماتك المهذبة،وآدابك السمحة،قدوتك الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حسن الخلق،وتصرفاتك الحكيمة،وأعصابك المتزنة يمكن أن تكون شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية،فالأخلاق هي التي تجذب الآخرين إليك،فتكون حقا الشخصية المغناطيسية الحقيقية.
ثانيا: اظهر اهتمامك بالآخرين:

في البداية اسمح لي بهذه الأسئلة الشخصية
كيف تنظر إلى نفسك؟!
أليس تنظر إلى نفسك بإعجاب؟!
أفلا تعتبر نفسك شخصية مهمة جدا؟!
ألا تعتقد بأنك إنسان عظيم؟!
لا خير عليك في ذلك..فلك كل الحق في أن تعتقد ذلك عن نفسك!
ونسألك مرة أخرى..
كيف تريد من الآخرين أن ينظروا إليك؟
أليس تريد منهم أن ينظروا إليك بإعجاب وتقدير واحترام؟؟
ألا تشمئز من ذلك الإنسان الذي يلقي عليك وابلا من الذم والانتقاص، غافلا عن آداب النصيحة العامة والخاصة، ولك الحق في هذا أيضا.ولكن تأكد تماما بان الآخرين ينظرون إلى أنفسهم ،كما تنظر أنت إلى نفسك، ويشعرون بنفس الإحساس الذي تشعربه أنت تجاه نفسك، فكل واحد منا يشعر بأهميته، وينظر إلى ذاته بمزيد من الإعجاب، وبمزيد من العظمة، وبمزيد من الاهتمام، عليك إذن أن تدرك هذه الحقيقة الإنسانية وهي أن اهتمامك بالآخرين، وإظهارك هذا الاهتمام سيكون أفضل وسيلة لكسب احترام الآخرين وودهم وحبهم لك، بينما اهتمامك بنفسك فقط ، وعدم إظهار الاهتمام بالآخرين سيجر عليك جيشا من الأعداء الذين سينظرون إليك بكل تفاهة وسخافة! ولا أظنك تريد ذلك...؟!
لقد أجرت (شركة تليفونات بنيويورك) دراسة تحليلية للوقوف على الكلمة التي تستخدم في المحادثات التليفونية أكثر من سواها ـهل استنتجتها؟ نعم إنها ضمير المتكلم (أنا) . لقد استخدمت هذه الكلمة (3990) مرة في (500) محادثة تليفونية! وإذا كنت في شك من هذا، فأجب عن هذا السؤال: عندما تتأمل صورة جماعة من الناس أنت من بينهم ، فإلى من ترسل النظر أولا؟!
فلماذا يبدي الناس اهتماما بك، مادمت أنت لاتهتم بهم أولا؟ وكيف تحاول اجتذاب أنظار الناس إليك، دون أن يتجه نظرك أولا أليهم؟
الوصفة السحرية لكسب اهتمام الآخرين:

1ـ سلم على من تلقاه بحرارة. وابتسم ابتسامة صادقة.
2ـ اخبره بشوقك إليه. وعدد الصفات الخيرة التي فيه.
3ـ امنحه الثقة بنفسه.
4ـ شجعه على الأعمال التي أنجزها.
5ـ اظهر له إعجابك بشخصيته.
6ـ دعه يتحدث عن نفسه.
7ـ استمع إليه بكل اهتمام.
8ـ لا تقاطعه وهو يتكلم.
ثالثا: التفاؤل والحماس

التفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة، فالتفاؤل يزرع الأمل، ويعمق الثقة بالنفس ، ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لاغني عنها لتحقيق النجاح. ويعتبر التفاؤل تعبيرا صادقا عن الرؤية الايجابية للحياة، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل، وايجابية، للحاضر والمستقبل، وأيضا للماضي حيث الدروس والعبر
ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة، فانه لابد وان ينتصر الأمل على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم،والرجاء على القنوط.. تماما كانتصار الشمس على الظلام!
إذا سمـاؤك يوما تحجبت بالغيوم
أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج
أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج
هكذا تحدث رسول الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) (تفاءلوا بالخير تجدوه) وما أروعها من كلمة! وما أعظمها من عبارة!! إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل، فالمتفائل بالخير لابد وان يجده في نهاية الطريق لان التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء، نحو التقدم نحو النجاح. إن التفاؤل يعني الأمل، الايجابية، الاتزان، التعقل.. يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل..
والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح، لابد وان يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب، وبمزيد من السعي والفعالية، والا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل، فلابد وان تكون النتيجة محزنة وللأسف!
إنني أقول لك وبكل إخلاص:
تفاؤل .. فرغم وجود الشر، هناك الخير..!
تفاؤل .. فرغم وجود المشاكل هناك الحل..!
تفاؤل .. فرغم وجود الفشل هناك النجاح..!
تفاؤل .. فرغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل..!
كيف تزرع التفاؤل في داخلك؟!

1ـ كرر عبارات التفاؤل .. والقدرة على الإنجاز:
أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.. أنا خير مما أظن..
2ـ استفد من تجاربك وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.
3ـ لا تتذمر من الظروف الحيطة بك، بل حاول أن تستثمرها لصالحك. ليس المهم أن تقع في الحوادث، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث، المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا ايجابيا وانعكاسها على حياتنا.
4ـ ابتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم.
أنا غير قادر... لم اعد أتحمل... أنا على غير ما يرام... أنا لست فلانا كي أقوم بإنجاز العمل... ليس لدي أمل في الحياة...
5ـ سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.
6ـ ابتعد عن رثاء نفسك، تغلب على مشاعر الألم، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.
وفي احد الأمثال القديمة (كما تفكرون.....تكونون)
رابعا: تواضع لكل الناس

من أهم العوامل للنجاح الاجتماعي هو التواضع للناس،فالمتواضع يحوز على حب الآخرين له، وعلى تقدير واحترام الجميع، لان من يحترم الآخرين يحترمونه، ومن يقدرهم يقدرونه،
والعكس صحيح تماما.
وقد أمر القران الكريم المؤمنين بالتواضع، وبالرغم من أن كلمة(التواضع) لم ترد بلفظها في القران الكريم، ولكن وردت كلمات تشير إليها وتدل عليها، منها قوله تعالى(...وخفض جناحك للمؤمنين) وقوله تعالى(وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).


فن التواضع:
كلمة التواضع مأخوذة من مادة( وضع) وهي تدل على خفض الشيء والتواضع في عرف علماء الأخلاق هو لين الجانب، والبعد عن الاعتزاز بالنفس، لذالك قالوا: إن التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق، وخفض الجناح.
فالتواضع هو أرضية الصادقة، وهو ليس علما يقرا، نظرية تحفظ، ولا محاضرة تلقى، إنما التواضع فن يحتاج الإنسان إلى التدرب عليه.
ومن السهولة بمكان أي يعرف الإنسان شيء من الزاوية النظرية، ولكن من الصعب هو أن يتدرب عليه، حتى يصبح جزءا من تصرفاته الطبيعية.
فأنت يمكنك، خلال دقيقة واحدة أن تتعلم كيف تقود السيارة، إلا انك تحتاج من الوقت شهرا من التدرب لكي تقود السيارة فعلا وتمارسها بشكل عادي .
هكذا التواضع... فمعرفة أصوله وطريقته لا تستغرق وقتا، ولكنها بحاجة إلى فترة طويلة حتى يتعلمه الإنسان عمليا، ويصبح جزءا من تصرفاته.
إن الإصرار، وقوة الإرادة، وثبات العزيمة والاستقامة، عناصر ضرورية لتدريب النفس وتمرينها على الصفات الحميدة، وتخليصها من كل الصفات الرذيلة.
وكما قال الرسول(صلى الله عليه وسلم)إذا رأيتم المتواضعين من أمتي فتواضعوا لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم فان ذلك مذلة لهم وصغار) فالتواضع للإنسان الطيب المؤمن، أما المتكبر فليس جديرا بان يتواضع له؟
تواضع... فهي وصية الأنبياء لأممهم!
تواضع... فهي نصيحة الحكماء لمجتمعاتهم!
تواضع... فهي حكمة الفلاسفة لجماهيرهم!
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتك كالدخان يعلو بنفســــه على طبقات الجو وهو وضيع


خامسا: لا تغضب أبدا..
الغضب هو تجرد من العقل، وانسياق مع الهوى.
وقد حذر الإسلام المسلم من الغضب، وحثه على الحلم وكظم الغيظ وذلك لما للحلم من آثار حسنة على شخصية الإنسان، ولما للغضب من افرازات ونتائج سيئة على الإنسان، فقد جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: علمني شيئا ولا تكثر علي لعلي أعيه، قال : (لا تغضب) فردد ذلك مرارا كل ذلك يقول: (لا تغضب).
وقال (صلى الله عليه وسلم): (ليس الشديد بالصرعة،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
كن هادئا تصنع المعجزات:

الهدوء سمة من سمات النجاح، والهدوء تعبير عن شخصية قوية ومتماسكة، والهدوء عنوان لإنسان واع ومتحضر! وبالعكس تماما ذلك الإنسان الذي يثور لأتفه الأسباب، ويهيج لأسخف
الأمور، انه يعبر عن إنسان ضعيف الشخصية، ضعيف العقل وضعيف الإرادة.
يقول علماء النفس إ ن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية)
تماما كالشجرة الضعيفة التي تؤثر عليها ابسط هبة من الريح، أما الإنسان القوي كالشجرة القوية أصلها ثابت وفرعها في السماء تمتد جذورها إلى أعماق الأرض، حيث تزداد ثباتا كلما عصفت الرياح بها.
والإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الآخرين، وينال إعجابهم.
والحقيقة... إن العنف يولد العنف، وان الغضب يولد الغضب، أما الهدوء فانه يطفئ الغضب، كما يطفئ الماء النار!
كن هادئا في تعاملك مع الآخرين، استخدم لباقتك مع المسيئين إليك، تكلم بعبارات رزينة وودية، فهذا هو اقصر الطرق لكسب الآخرين، ونيل إعجابهم!
سادسا: تعلم السحر الحلال (الابتسامة)

السحر الحلال الذي يمكن به أن تأسر قلوب الآخرين وتسحر أفئدتهم هو الابتسامة التي أوصى بها رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم)ودعا لها العقلاء والحكماء.
وتعتبر الابتسامة الصادقة من الضروريات في العلاقات الإنسانية، وفي تكوين الصداقات الناجحة، وفي بناء الصرح العائلي، وفي كل علاقة إنسانية .. بين الأخ وأخيه، وبين الصديق وصديقه، وبين الزميل وزميله، وبين الرئيس ومرؤ سه.
وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أكثر الناس تبسما لأصحابه.
ويقول المثل الصيني : (إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجرا)

الابتسامة مصيدة القلوب:
هل رأيت الطير عندما يقع في المصيدة؟!
انه يصبح أسيرا لمالك المصيدة...!
كذلك القلوب... فمصيدتها الابتسامة.. وعندما تقع في المصيدة تصبح أسيرة للصائد!
أنها طريقة سهلة لصيد قلوب الآخرين، لا تكلف شيئا سوى أن تبتسم بصدق وإخلاص!


فطبيعة الإنسان انه ينجذب إلى الشخص الذي يوزع ابتسامته على الآخرين بإخلاص، وينفر من ذلك الشخص العبوس المتجهم! فالوجه يعبر عما في قلبك من حقائق وأسرار!
إن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرا من صوت اللسان، وكأني بالابتسامة تقول لك عن صاحبها: إني احبك انك تمنحني السعادة، إني سعيد برؤيتك!

ولا تحسب أنني اعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص، كلا! فهذه لا تنطلي على احد، وإنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق نفسك، تلك هي الابتسامة التي تجلب الربح الجزيل في الدنيا والآخرة.
الابتسامة إذن هي مفتاح لكل القلوب.. وحتى القلوب الشديدة الإقفال، فإذا رأيت شخصا عبوسا متجهما تعبر قسمات وجهه عن هموم وغموم، فما عليك إلا أن تبتسم في وجهه، وسترى انه يبتسم بدوره بدون إرادة منه! وقد يصبح صديقا مخلصا لك!
ومن الحقائق المهمة...أن الابتسامة الصادقة تعبير عن شخصية سوية، بينما التجهم هو تعبير عن شخصية مريضة.

ومن المؤكد.. انك ستكون عاجزا عن كسب صداقة إنسان واحد، ما دمت تتعامل مع الآخرين بتجهم وتقطيب، أما إذا كانت الابتسامة من سمات شخصيتك، فستكسب المئات بل الآلاف ... وما عليك إلا أن تجرب! فالتجربة خير برهان.
سابعا: لا تنس تقديم الهدايا

يتبادل الناس الهدايا في جميع بقاع العالم، في الحضارات المتقدمة جدا، وفي ابسط المجتمعات البدائية، واكتسبت الهدايا نوعا من التقليد والعادات والاعتراف بحيث غدت وكأنها جزء حيوي من حياتنا الاجتماعية، بل إن من لا يتبادل الهدايا يدخل في باب الغربة كمن يعتكف وينعزل عن العالم، أو كمن يؤمن بمبدأ دخيل أو غريب أو منحرف.

فالهدية تعمق المحبة والمودة، وقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) (تهادوا تحابوا فإنها تجلب المحبة وتذهب الشحناء)
ويجب علينا أن ننبه لبعض الآداب التي لابد لنا أن نأخذ بالاعتبار إثناء الإهداء ألا وهي :


• ينبغي للمسلم أن يخلص نيته لله تعالى عندما يهدي الآخرين، حتى لا يذهب عمله هباء منثورا، و(إنما الأعمال بالنيات) ولا خير في عمل لا ترا فيه نية صالحة
• يحسن بالمسلم أن يدعو الله تعالى أن يبارك في هديته وان يجعلها مفتاحا لقلوب الآخرين.
• ينبغي أن تتناسب الهدية ـ حتى ولو كانت رمزية ـ مع المهدي إليه، فهدية الصغير تختلف عن الكبير ، وهدية الرجل عن المرآة وهكذا
• يجب أن لا تكون الهدية عبارة عن رشوة، فلا يجوز أن يقدم الموظف إلى رئيسه هدية من اجل ترقيه ، وهكذا.
• ينبغي أن يتم اختيار الوقت المناسب لتقديم الهدية، لا سيما في المناسبات المفرحة كالزواج، والشفاء من الإمراض...الخ
• يحسن أن يكون المظهر الخارجي للهدية مقبولا.

• يحسن بالمرء أن لا يرد الهدية التي لا رشوة فيها،لا سيما إذا جاءت هذه الهدية من الاقربين أو من الفقراء المساكين أو ممن تطمع في كسب قلوبهم ودعوتهم إلى الله تعالى،فان رد الهدية فيه إساءة كبيرة إلى المهدي.
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) (من عرض عليه ريحان فلا يرده لأنه خفيف المحمل طيب الريح).
ثامنا: اهتم بشكلك ومظهرك

أينما ألقيت بنظرك في الكون، والطبيعة، لمست حالة جمالية رائعة، في السماء وما بها من شموس، وأقمار ونجوم، ومجرات، و... في الأرض وما بها من بحار، وانهار، وجبال ووديان، وكائنات، و...
ومن ذلك يتضح أن من الآثار الإلهية في الكون والحياة: الفن والذوق والجمال فضلا عن الترتيب، والتنسيق، والنظام.
من هنا فإننا مطالبون بالحفاظ على مظهرنا والذوق، وعكسها على أنفسنا، لأنها من آثار خالقنا وبارئنا ومصورنا الذي امرنا أن نتخلق بالأخلاق الجميلة، وقد جاء في الحديث الشريف: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس).
والذوق الفني هو قوة، أو صفة، أو مهارة إدراك طعم الزينة، والألوان والجمال والذوق لكي يتلذذ بها القلب، والعقل.
وان تكون ذا ذوق فني يعني أن تمتلك القدرة على التمتع بنعمة الجمال والذوق التي وهبها الله للإنسان ، وتتطبع عليها، فالله يريد أن يرى آثار نعمته على عبده، ومن نعمه الجمال والذوق.
إذا كنت لا تمتلك ذوقا فنيا .. فبامكانك أن تمتلكه عبر ما يلي:
1ـ رغبة جيدة في التذوق الفني للأشياء.
2ـ وإثارة لهذه المهارة فيك.
3ـ واستخدام عقلك وحواسك جيدا.
4ـ واستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال
ومن أهم الأمور التي ينبغي أن تستخدم فيها الذوق والفن والجمال هو المظهر العام لشخصيتك، من هيكلك الجسمي، إلى هندامك، إلى طريقة لباسك ... فهذه تضفي على شخصيتك مزيدا من الرشاقة والجمال.
ومن الضروري أن يكون جمال الظاهر موازيا لجمال الباطن، وعندما يكون الباطن (القلب)، والظاهر(الجسم)، في لوحة واحدة، متناسقة الألوان، متحدة الغايات ... فان هذه اللوحة ستكون في منتهى الروعة والجمال!


كيف تكسب القلوب بلباسك
1ـ التزم بالضوابط الشرعية في اللباس.
2ـ احرص على القبول الاجتماعي في اللباس.
3ـ احرص على نظافة اللباس.
4ـ لا تبالغ كثيرا في أناقتك.
5ـ راع الزمان والمكان في لباسك.
تاسعا: أتقن فن الكلام

كيف تتكلم ؟ وبما ذا تتكلم؟ ولمن تتكلم؟ ومتى تتكلم؟!
هل طرحت هذه الأسئلة في يوم ما على نفسك؟!
ولا شك إن الكلام أصوله وقواعده.. ومن المهم معرفتها. إن للكلمة الطيبة الصادقة المعبرة فعل السحر، حيث تفتح القلوب المغلقة، وتؤثر في النفوس المرهفة، ولذا قال عز من قائل:
(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون* ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار* يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)
كلامك... هو أعظم قوة تمتلكها، فان أحسنته وهذبته وجعلته في موضعه ظفرت بحب الناس لك، وثقتهم بك، وأفسحت لنفسك طريقا نحو النجاح.
ولذلك على المسلم أن يسلك في حديثه مع الناس سلوكا رفيعا يلتزم فيه صدق اللهجة ويخاطبهم بأرق العبارات وأحسن الكلمات ويستمع إلى حديثهم بكل أدب واحترام.
إن معرفتك من أين تبدأ الحديث ، ومن ثم كيف تدير الحديث، وبالتالي كيف توصل أفكارك للآخرين بكل هدوء وواقعية، لهو من أهم عناصر فن الكلام المتقن.
وكائن ترى من معجب صامت زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف والنصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ويقول الحسن البصري : (لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام تفكر، فان كان له قال وان كان عليه سكت، وقلب الأحمق من وراء لسانه، فإذا أراد أن يقول قال فان كان له سكت، وان كان عليه قال)
كل الناس يتكلمون ولكن القليل منهم من يجيد الكلام


مبادئ فن الكلام
*باشر حديثك بطريقة ودية.
* أبدا حديثك بالامتداح الصادق.
* اطرح الأسئلة بدلا من إصدار الأوامر.
* اترك فرصة الحديث للطرف الثاني.
* امدح التقدم مهما كان ضئيلا.
* تحدث عن أخطائك قبل أخطائه
* تحدث عن الأخطاء بصورة غير مباشرة.
* اظهر أن الخطأ قابل للتصحيح.
* اعرض أفكارك بطريقة تمثيلية.

8 أفكار ايجابية في حديثك حتى لا تكون سخيفا

1ـ لا تصر على أن تكون صاحب الرأي الصائب...
2ـ اجعل كلامك محددا...
3ـ من قال لا اعلم فقد أفتى
4ـ أنا ممل ولذا فأنني لا أتحدث...
5ـ أشياء لا يحب الناس سماعها فلا تقل مثلا: لدي صداع مزمن
6ـ أنت مخطئ: عبارة قد تبعد عنك كل الناس.
7ـ قدم السكر أولا حتى يتقبل الناس مرارة نقدك.
8ـ لا تفتح فمك قبل أن تعرف الحقيقة.
عاشرا: أتقن فن الاستماع والإصغاء

إذا أردت أن تكون متحدثا لبقا فكن مستمعا بارعا،ولا تقاطع من التحاور، بل شجعه على الحديث كي يقابلك بالمثل وأنصت إليه كما تحب أن ينصت إليك.
وفي ذلك يقول الحكماء: ( لكي تكون مهما .. كن مهتما..)
هناك الكثير من الناس لا يعجبهم أن ينصتوا للآخرين، ولأسباب شتى، وربما يكون أهمها محاولة إظهار التفوق على المتكلم! ولكن النتيجة ستكون محاولة انتصار المتكلم على المقاطع! وهكذا تبدأ الأفعال، وردود الأفعال .. والنتيجة: مزيد من شحنات الغضب والحقد والضغينة!
* لقد خلق الله لك لسانا واحدا وأذنين، كي تسمع ضعف ما تتكلم....!!
وفي برنامج وضعته إحدى الجامعات لتعليم فن الإنصات لطلابها، ثبت أن كل الطلبة الذين تلقوا هذا البرنامج زادت أمامهم فرص النجاح في حياتهم العملية بنسبة %25
ونتساءل..... هل أنت ممن يحبون الكلام ولا يطيقون الاستماع للآخرين؟! أم انك ممن يجيدون الإنصات للآخرين ولا يتكلمون إلا بقدر الحاجة؟!
إذا كنت من الصنف الأول... فأنت بحاجة إلى تغير هذا المنهج.. وكل ما يتطلبه هذا التغير... هو أن تمرن نفسك على الإنصات الجيد، وقد تجد صعوبة في البداية، ولكن النهاية ستكون مريحة، وستتحول إلى عادة من عاداتك.
أما إذا كنت من الصنف الثاني .. فأنت قادر على كسب المزيد من الأصدقاء بسهولة.
يقول الفيلسوف الفرنسي (لاروشفركو) : ( إذا أردت أن تخلق الأعداء فتميز على أصدقائك، أما إذا شئت أن تكسب الأصدقاء فدع أصدقاءك يتميزون عليك!)


6 أفكار ايجابية حتى تكون شخصية جاذبية في الإنصات
1ـ انتبه لوضعية جلوسك أمام المتحدث.
2ـ ركز على حركات جسم المتحدث وتعابير وجهه ونبرات صوته لترسيخ معاني كلامه في نفسك.
3ـ لا تكثر من الالتفات والتثاؤب والتشاغل عن الحديث.
4ـ لا تتكلم مع غير المتحدث إلا للضرورة وبعد الاستئذان.
5ـ لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك.
6ـ كن منشرح الصدر عند الاستماع.
عوائق الشخصية المغناطيسية

1- الشعور بالخجل
العلاج
• ركز على المحيط العام وليس على مشاعرك الشخصية.
• تعلم فن رفع الصوت.
• استخدم أسلوب الأسئلة المفتوحة.
• امسك بيدك شيئا صلبا.
• بادر بالكلام.
• تعلم واحفظ ما تتعلمه لعلك تستثمره عند مخالطتك للآخرين.


2-الشعور بالنقص
العلاج
• اعلم أن الكمال لله وحده.
• تعلم وحارب الجهل
• تكلم فيما تحسن أو جر إطراف الحديث إلى ما تحسن.
• تدرج في علاقاتك وأبدا في تكوينها مع من دونك.
• احرص على الأدب وحسن الخلق لتغطي كل عيب فيك.
3-عدم توفر مهارة الحوار والإقناع
العلاج
• أقرا كثيرا مواقف ومحاورات العلماء، والعظماء والفطناء.
• خالط الناس وتعلم من فنونهم في الحوار والإقناع.
• حاول أن تتكلم ولا تكثر الصمت.
• حاور نفسك أمام المرآة أو سجل كلامك ثم استمع إليه ومن ثم صحح أخطائك.
• حاول مرة ثانية وثالثة إن لم تنجح في المحاولة الأولى.

4-كثرة المشاغل وقلة الوقت
العلاج
• اسأل الله تعالى أن يبارك في وقتك.
• نظم وقتك.
• تذكر دائما أن بركة الأوقات تكون في البكور.
• احذر من الخداع النفسي في الانشغال.
• لا تردد كثيرا عبارة أنا مشغول.

5-عدم معرفة طرق بناء العلاقات
العلاج
• أقرا في فن التعامل والعلاقات.
• اجعل الرسول (صلى الله عليه وسلم) قدوتك في التعامل.
• لا تأخذ الأمور الطارئة بحساسية.
• فكر في إيجاد الحلول بدلا من الندم.
• استفد من الآخرين في العلاقات الاجتماعية.
في النهاية

اعلم بان العظماء دائما يتميزون بالاجتماعية بين الناس.
واعلم ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق.
إذا سالت عن الكرام وجدتني كالشمس لا تخفي بكل مكان
وأخيرا حتى تكون شخصية مغناطيسية:
كن مخلصا في تعاملك.
كن صادقا.
كن وفيا.
( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
هذا واسأل الله تعالى دائما وابدأ الإخلاص والقبول في العمل والتوفيق والسداد في الأمور كلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق