كبار السن: متى يدق الاكتئاب على الأبواب

يجد العديد من كبار السن أنفسهم في مواجهة الشعور بالاكتئاب بعد بلوغ سن التقاعد. تزداد مخاطر الإصابة بهذا المرض بمرور السنوات، وقد يعزى ذلك إلى عدد كبير من الأسباب. والسطور التالية تتحدث عن هذه المشكلة التي هي في الحقيقة أكثر تعقيداً مما نظن.

يعتلي أقربائنا من كبار السن السرور الشديد عند الإقرار بأن التقدم في السن معناه عدم السير في المتنزه! يبدأ الأمر بظهور بضعة تجاعيد والشعر الأبيض. ثم ينخفض مستوى الحيوية تدريجيًا وتصبح الصحة أكثر ضعفًا. وتصبح الأشياء التي كنا نقوم بها بسهولة أموراً صعبة أو مستحيلة. وتبدأ بشرتنا في الذبول، ويتغير مظهرنا وتتطلب كل حركة نقوم بها بذل الجهد. لكن لا تتغير صحتنا الذهنية إلا فيما ندر؛ حيث تظل على حالها كما لو كان لدينا 20 عامًا تقريبًا .. ورغم أننا لا نزال نرى العالم من خلال نفس العينين، إلا أننا في حقيقة الأمر أنشأنا عالمًا خاصاً بنا من خلال ما واجهناه في حياتنا من تحديات ومشكلات. ومن الصعب علينا تقبل هذا التباين مما يجعلنا نشعر بالسوء سواء جسديًا أو نفسيًا.

ماذا عن الشعور بالإحباط والاكتئاب الحاد؟
يعتبر التجسيد "Somatisation" من العوامل الرئيسية المسببة للاكتئاب لدى كبار السن. لا يزال العقل نابضاً بالحياة والحيوية ولكن الجسد ليس كذلك. ويترتب على هذ التناقض بدء ظهور بعض الآلام البسيطة تدريجيًأ. ثم يصبح المريض حاد الطبع وعدوانياً وسريع الغضب. وبعد قليل ينطوي على نفسه، ويفكر باستمرار في جسده وصحته المعتلة. وبالتالي، قد يصاب بحالة اكتئاب معتدلة، وليست حادة، ولكنها قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد إذا لم يتم الانتباه لهذا الشخص.

ولكي يتم تشخيص الاكتئاب، لا بد من توافر خمسة معايير على الأقل. وهي: المزاج المتشائم باستمرار، نقصان أو زيادة كبيرة في الوزن ونقص ملحوظ في الطاقة والشعور بالإجهاد وإثارة الأعصاب وانخفاض الاهتمام بالأنشطة العملية والتمتع بها. وتوجد أعراض أخرى تتضمن مشكلات النوم الدائمة وعدم تقدير الذات والتفكير في الموت. عندما تجتمع هذه الأعراض معًا، فلا بد أن يمثل ذلك إشارة تحذير للأشخاص المحيطين بالمريض.

التجسيد= هو التعبير جسديًا عن المعاناة الذهنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق